صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٦٢ –

كانت النتيجة ان مصر المهضومة المستضعفة التي لم تحسب بريطانيا حسابها ولم تأخذ منها حذرها ثارت ثورتها المعروفة في مارس ١٩١٩ وهبت في وجه بريطانيا هبة الأسد المسلسل صدع قيوده وأغلاله ووثب يطالب المغتصب بحقوقه المهضومة المسلوبة .

عند ذلك أفاقت بريطانيا لاول مرة من غفلتها بالنسبة للمسألة المصرية وصحت من سكرتها . واقبلت على القضية المصرية تتأملها بعين الحذر والاهتمام المشوب بشئ من الخشية والرهبة . ولا جرم فلقد راعها من عجيب تطور الامسة المصرية - وعظيم نهضتها وطفرتها ماراع « أهل الكهف » اذهبوا من رقادهم فهالهم ماها لهم من تغير حال الدنيا وتبدل الشؤون والمشاهد . وكان بعد ذلك ما كان من محاولة بريطانيا المرة بعد المرة تسوية القضية المصرية بوسائل شتی ـ احداها «لجنةملنر » التي فشلت في مهمتها بفضل اجماع المصريين فاطبة وتوحيد كلمتهم على مقاطعتها أشد مقاطعة وأقصاها حتى أوصدوا في وجهها كل باب للمناقشة والمفاوضة بل قطعوا منها كل أمل في ذلك . وكل هذا تأييداً للوفد المصري الذي كان إذ ذاك وكيل الأمة المفوض ومندوبها الذي لم ترتض سواه مندوباً ووكيلا .