صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/73

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٦١ -

وتعامت ولم نحسب لها حسابا في باب النهوض والتحفز فلم تلق. لمصر بدلو يوم القت الشعوب الغريبة بدلائها في مناهل المؤتمرات ولا أجالت لمصر قدحا ولا سهما يوم أجالت الشعوب الغربية سهامها وقداحها في قرعة السياسة على موائد المقامرة الدولية". لم تطرح انكلترا مسألة مصر ولا سمحت لمصر أن تطرحها بنفسها۔ في ميزان التسوية يوم طرحت مسائل الامم الغربية في ذلك القسطاس الحكيم.

فماذا كانت النتيجة والعاقبة ؟ نتيجة الغفلة والتفريط وعاقبة من لا يحسب للأمر حسابه ولا يتدبر عواقبه كانت النتيجة - مفاجأة الغافل المغتر بما لا يتوقع من الخطب الجسيم والحادث الجلل الذي مابرح يختمر ويتكون – أيام غفلته وغروره – في طي الخفاء حتى ظهر له حين انقشاع عمايته وانجلاء غمرته - بارزاً جهيراً شنيعاً بشعاً جها متنكراً يحملق اليه بعين الحقيقة المستعرة جمراً وشرراً.

كانت النتيجة استيقاظ بريطانيا من رقدتها الطويلة بلطمة قاسية من كف الحقيقة المرة الاليمة حين استوفت هذه الحقيقة نموها واستكملت نضحها ودرجت من منشئها ومرباها الى ميدان العالم ومعترك الحياة لتؤثر أثرها وتؤدي وظيفتها .