صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۵۳ – إلى طاعته صادع بأمره محتملا في سبيل خدمة البلاد اعباء تلك المهمة الشاقة ثم اختار دولة الرئيس للوزارات المختلفة رجالا هم صفوة ابناء الأمة ونخبتها وعتادها في الازمات والشدائد وذخرها في الملمات والعظائم ـ من كل فاضل كفوء وحازم بصير مديد الشأو رحب الذراع بعيد الهمة وحسبك أن يكون بينهم رجل كصاحب المعالي اسماعيل صدقى باشا ـ ذلك الفذ النابغة الذكي الألمعي الذي كأنما تتوقد بين جبينه كواكب الفلك، ومصابيح الحلك . ذلك المشهود له بدقة الذهن وصفاء القريحة لايطيش له في حومة النضال سهم . ولا يخبو له في ظلمة الشكوك نجم. وقد طالما عجمته الحوادث . وعركته الكوارث . فالفته صلد الصفاة . جلد الحصاة . لاتحل حبوته . ولا تقل عزمته. وكم دفعت به خطوب السياسة في المآزق والمضايق فمـا راعنا إلا خروجه منهـا ظافرا وادع القلب ومناء الجبين . وكفاه نيلا وشرفا انه كان موضع اختيار الرئيس الاجل وانه مازال موطن ثقته واعتماده . وحسبك أيضاً أن يكون من بين من اصطفى الرئيس أيضاً صاحب المعالي مصطفى ماهر باشا ـ وهو ذلك الرجل الجلد القدير على العمل الناهض بأعبائه مهما كدت وفدحت : وكم له .