صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٥٢ -

اثناء ذلك شيء من الدهشة والارتباك والحيرة ـ وتنشط من عقالها حالفة بالذي خلقها وسواها لتكونن حرة ولتبقين طليقة الحرية وما ادراك ما الحرية ؟ هي جوهر الروح وعنصر النفس وملاكها الذي لا نقوم بغيره وقوامها الذي لا تصح ولا نسلم إلابه. وهي البغية والطلبة التي لا تزال تنزع اليها الروح من أعماق اعماقها و تشرئب وتطمح وتصيح مفصحة أو معجمة مبينة أو مجمجمة تطالب بها السالب المغتصب مناوئة منابذة ولو هددها بما في الأرض والسماء من قوة . وهي التي في سبيلها وحدها يبذل بنو الانسان بحكمة أو بلاحكمة كل كدوعناء ومجهودوجهاد: ويغشون كل ملحمة ومعترك ويقاسون كل ألم وكربة وبلاء . اجل ما اجل تلك الساعة ومااعظمها ـ ساءة تنسم الامة انفاس الحرية المنعشة ساعة يبدو للقافلة المكدودة الظمأى خضرة الروضةالعشيبة وسط القفرة الجرداء ويقر اعينها رفيف ايكهاالنضر في وقدة الهاجرة ولفحة الرمضاء .

لما قبلت انكلترا شروطا ثروت باشا واجابت مطالبه انفکت الأزمة الوزارية ورأى ذلك الوزير الجليل انه لا بأس عليه في تلك الظروف الحسنة من قبول الوزارة وحينذاك رأت جلالة الملك أن تسند إليه الرياسة فلبى دعوة مليكه المعظم تلبية مسرع