صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ـ 44 - كنه ما يحيط به من الظروف والأحوال وماهية الأسباب والوسائل التي يستخدمها ويتذرع بها إلى بلوغ غرضه وبعرف كذلك درجة قوته ومبلغ قدرته وأين تقعان من غايته وبغيته - يعرف النسبة بين كفاءته وبين ما يكتنفه من الظروف وما يستعمله من الوسائل . وهـذا لا يتأتى بالنظر السطحى ولا باللمحات المتقطعة ولكن بطوفان من نور البصيرة يغمر الأمر المبهم من جميع جوانبه وأركانه - بفضل العين الثانية والذهن المتوقد . وكذلك على مقدار فهم الرجل لحقيقة الموقف يكون حسن كفايته وبلاءه ، فهل هو يستطيع أن يجمع الشتات ويؤلف الشوارد وينفث في الخليط المشوش روح النظام والتنسيق – هل يستطيع الرجل أن يقول في غياهب الشك وظلمات الشبهة د فليكن نور» فيكون النور ؟ هل يستطيع أن يخلق من عالم السديم والفوضى دنيا منظمة منسقة ؟ ستكون قدرته على ذلك بحسب ما يحتويه قلبه من النور والضياء . وسنرى قريباً مبلغ نصيب الوزير الجليل من هذه الميزة العظمى - ميزة الملائكة وهبة الآلهة ذلك النور والضياء في فؤاد ذلك الرجل الألمعي - عبد الخالق ثروت باشـا ـ هو مصدر ما يمتاز به من خلال النبل