صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ـ ۳ ـ الأول انه لما كان أمين قصره يعرض عليه يوما ما استجده في القصر من فرش وأثاث وقد جعل هذا الأمين يطرى هـذه الأمتعة والأدوات ويثني على صناعها وبقول انها قد جمعت إلى جودة الصنف ونفاسته رخص القيمة وقلة النفقة ليث نابليون أثناء تلك الأقوال المسببة والخطب المستفيضة صامتا لاينيس بحرف واحد . ولكنه بعد نهاية هذا الكلام المطول أمر أمين القصر أن يجيئه بمقص ثم عمد إلى هداية ذهبية من هداب إحدى الستائر فقصها وطواها في جيبه وانصرف ، وبعد مضي أيام فلائل أبرز الهداية من جيبه في الفرصة المناسبة فعرضها على منجد القصر الذي كان صنعها فارتاع ذلك الصانع التمس وأرعدت فرائصه : لقد كانت تلك الهداية مغشوشة ـ لم تكن ذهبا كما زعم ولكن صفيحاً : هذه النادرة على تفاهتها تبين ماهية طبيعة الرجل وعنصر خلقه ـ تبين أنه رجل عمل لا كلام وإن غريزة نفسه الصادقة تدفع به إلى كبد الحقيقة مباشرة ضارباً صفحاً عما يحيط بها ويحجبها من الأقاويل والأراجيف ومن الشكوك والشبهات . كذلك كان نابليون الأول وكذلك كان غيره من رجال الحقيقة والجد والعمل ـ وكذلك نري عبد الخالق ثروت هذا الرجل العظيم - ثروت باشا ـ يعرف بغريزته الصادقة