صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/53

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٤١ -

وغنيمة للاريب اللبيب والذكي الالمعي الذي يستطيع أن يتفهم أسرارها ويحل لغزها ويتبع قوانينها ويصدع بأوامرها . وهي جنية فتاكة وشيطانة مهلكة لمن لا يفعل كذلك ولا يستطيعه . فافهم اسرارها وحل لغزها تسلم وتغتنم.

أما إذا لم تعن بذلك ولم تأبه له ومضيت في سبيلك دون أن تحل ذلك اللغز وتجيب ذلك السؤال فستحله لك جنية الحياة وشيطانة الطبيعة - ستحله لك بمخالبها وتجيبك ببراثنها وأنيابها الحادة ثم لن تصادف فيها سوي لبؤة ضارية وسبعة عادية وحية رقشاء . أباءة صماء . لا تسمع دعاك . ولاترق لشكواك . ولاتلين لرقاك.

تقدم رجل الحقيقة والجد والعمل الى العقدة الصعبة والمشكل المعضل بعد ما أعجز أهل الخيالات والاوهام وطلاب المعجز والمستحيل ـ وقف ثروت باشا على قارعة السبيل وواجهته شيطانة السياسة بلغزها العويص وطالبته بالحل والجواب - فهل هو مخطىء أو مصيب ـ هل هو معرض نفسه وبلاده لمخالبها وأنيابها أو مشيع منها بنظرة الرضا وابتسامة الارتياح- الى منهج التوفيق وسبيل النجاح ؟ سنرى ذلك قريباسنري رجلا ليس باسير خيالات وأوهام ولا متعلق بأذيال الخوارق