صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۲۱-

ان العناية الأزلية لما بصرت بتناهي البلاء في هـذا البلد الأمين وبلوغ الشقاء والكرب أقصاه نثرت كنانتها بين يديها ثم فتشت عيدانها فوجدت ثروت أمرها عوداً وأصلبها معجبها فرمت به الحادث الجلل والمحنة النكراء. أي ثروت : أيها الرجل القوي المتين : ماذا امامك من العقد والمشاكل والازمات والمعضلات أمة مظلومة مهضومة واحدة على الظلمة غضبي على الجورة يتأجج صدرها بركانا ويتقد في ألحاظها لهيب ما انطوت عليه الجوانح من نار الحنق المكتومة وتقذف السماء بصيحات احتجاجها على الجبابرة وبصرخات نقمتها. أمة تختمر في أفئدتها عوامل الهياج . وتفرح في نفوسها جراثيم الفتنة ويعب عباب غيظها ويزخر تيار غضبها وتجيش أعمـاق روحها بدوافع الثورة ـ امامك خضم زاخر ينذر مسامعك من اعماقه نشيش غليان الطغيان . وازيز فوران الطوفان . ـ امامك في افق البلاد المظلم المريد آيات العاصفة وامارات الزوبعة ينذر مسامعك من لدنها دوى قصفها مخوفاً مرهوباً. وامامك من الجهة الأخرى الدولة القوية المخيمة على ارجاء المعمور الممسكة أطراف العالم المالئة الأرض بمدافعها والبحر بأساطيلها والجو بمناطيدها ـ جبارة متكبرة طاغية مصرة على تنفيذ ارادتها ضد