صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٢٠ -

وتجدد بهجتها وقد تستحيل بعد عدة من هذه العمليات الأليمة المحزنة في ظاهرها الى صنف أجود وأحسن ـ سنة التحسن والتقدم وقانون النشوء والارتقاء الذي هو روح الطبيعة وعملها وغايتها .

تقول ان الطبيعة التي تخلق أدواء المجتمع تخلق أيضا أدوية هذه الادواء ، والطبيعة التي توجد آفات الانسانية توجد أيضاً مهلكات هذه الآفات . واذا اشتد الجدب صاب الغيث واذا أريد الغيم بدده شعاع الشمس . واذا تكاثرت المصائب على أشخاص المأساة الابرياء فوق المسرح وتكاثفت الارزاء وأخذ - الموت بالكظم وبلغت الروح التراقي ـ ظهر على المسرح من حيث لا يرجى ولا ينتظر بطل الرواية فغير مجرى الحوادث وحول منهج الكوارث فجلى دجى الخطب وأشرق على الابرياء بنور الصفو والخير والسعادة .

وكذلك لما ادلهمت مأساة السياسة على مسرح الحياة المصرية وانتهت هذه المأساة بفضل المذكرة الايضاحية الى ازمة الازمات وعقدة العقد كما أسلفنا وعظم الكرب واستفحل الداء ـ ظهر على المسرح لابادة الشقاء واسـداء الخير والصفاء بطل الرواية المصرية الحالية ـ عبد الخالق ثروت باشا