صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/289

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۷۷ - وربه على أذلا يقبل اتفاقاً يخل بهذا الاستقلال بأي وجه من الوجوه طالت المفاوضات شهوراً بين الرجا واليأس الى ان تكشفت المشروع الذي قدمته بريطانيا العظمى الى الوفد في 10 نوفمبر من العام الماضي وهو المشروع الذي عرف بين الناس باسم مشروع كرزون نظر عدلي باشا الى المشروع فرأى أن بريطانيا العظمي غالت فيما طلبته استقلال من الضمانات وان هذه الضمانات لا تتفق وما عاهد به امته لا تحوطه ريبة فما تردد لحظة في رفض برد اقترنت فيه الحكمة بالشمم والبراعة السياسية بعزة النفس كان في وسعه أن يعرض المشروع على امته وان يلقى على عاتقها مسئولية قبوله أو رفضه ولكن عدلى عرض المشروع على ضميره أولا فكان نصيبه الرفض أيها السادة عن مهر

سينشر يومامن الايام ماطوي من الصحائف وماخفى

أسرار المفاوضات حينئذ يعلم بنو مصر جميعاً أنه مامن رجل دافع عن بلده كما دافع عدلى باشا أثناء المفاوضات الرسمية وان الموقف الشريف الذي وقفه ذلك الوزير الكبير والوطني الصميم كان في ذاته أعظم تأكيد لشخصية مصر التي صممت على نيل استقلالها والتي تأبى أن توقع على صك يضعف هذه الشخصية . انما الوطنية الصحيحة . الوطنية الصادقه تعمل ولا تتكلم وكل همهما موجه الى جلب النفع للوطن. فلزم عدلى باشا الصمت . كان خصومه يرمونه بأشنع مايرمي به انسان من نقص في الوطنية وضعف في العقيدة القومية فكان جوابه الوحيد على هذه التهم العمل على اثبات حق مصر وأما ماعدا وأما ما عدا ذلك فلم يكن له شأن فكان وطنيا عظيما في صمته كما كان وطنياً عظيما في حسن دفاعه ولقد أعلنا تضامننا مع الوفد في رفضه للمشروع وفي رده عليه. عنده