صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/287

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٣٧٥ - في سبيل مدها بالمعونة حتى بسم ثغر النصر فلما أمضيت الهدنة بادرت مصر تقاضي انجلترا ما وعدت به في اعلانها من أن حقوق تركيا وديعة تحت يدها لسكان مصر وتطالبها برد الوديعة لأصحابها ولا أرى داعيا الى الاسهاب في بيان ما وضع في هذه السنوات من الجهاد الطويل وما حدث فيه من التطور في الافكار فكا كم اشترك فيه وكلكم كان من المجاهدين ولكنى اذكركم اني كنت في ذلك العهد عضواً في الوزارة متشرفاً فيها برياسة ذلك الوطني الجليل حضرة صاحب الدولة حسين رشدي باشا وزميله الصديق الوفي الأمين دولة عدلى باشا فأبت الوزارة أن تسكت على حق مصر ر أو تقبل في هذا الحق هوادة أو تسويها فلما حالت الحكومة البريطانية بيننا وبين ابداء ما نريد كانت الاستقالة المعروفة" ولا ينكر أحد ما كان لهذه الاستقالة من الأثر في تاريخ الحركة المصرية كان المذهب الذي تذهب اليه الحكومة البريطانية في بادىء الأمر أن مصر قد دخلت في دائرة الحمايه فلن تخرج منها وقد أوفدت الاورد مانر الى مصر لكي ينظر في خير الانظمه لهذه البلاد في دائرة الحمايه فلما تبين لها انه ما من مصري يرضى بتلك الحماية التي فرضت على مصر فرضاً لضرورات خاصة" تحولت عن موقفها الاولى وانتهى بها الامر الى الاعتراف بأن الحمايه لم تعد علاقة" مرضيه" وطلبت الى مصر المفاوضة" في ابدال هذه العلاقة بغيرها يتبين لكم من هذا ان السياسة" البريطانية" تجاه مصر كانت قائمة على أن الغاء الحمايه لا يمكن أن يتم الا في مقابل علاقة جديدة تحل محلها وعلى أن لبريطانيا العظمي في هذا القطر مصالح جوهرية لا بدلها من تأمينها وضمانتها فلن تعترف باستقلالا الا متي اعطيناها هذه الضمانات