صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/286

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٧٤ - ما اكسبها احترام الامم وجعلها جديرة بما تطمح اليه من المستقبل الزاهر فانه اذا كان لأحد فضل فيما وصلنا اليه وفي ما سنصل اليـه بعون الله وتأييد مليك البلاد فان الفضل في الواقع الامة بأجمعها ولما أبداه كل فرد منها كبيراً أو صغيراً في صدق الوطنية ورح التضحية أيها السادة : أنتم من صفوة ابناء الامة ومن خيرة أهل الفضل والحجي فيها ولكم أكبر مصلحة في نجاحها ويسرها فانا انتهز هذا الظرف السعيد لكى اكاشفكم بما يجول في نفسي وأخاطبكم اليوم لكي أستمد العون والتعضيد منكم على ما أنا ماض فيه مع زملائي فانما نحن لكم تعمل وبكم نعتز وليس لنا من الحول الابمقدار ما نرى منكم من الاخذ بناصرنا وما تولونا من ثقة المرجع اذن أيها السادة قليلا الى الوراء لنتعرف الحالة على حقيقتها وليتبين منها أهمية الخطوة التي خطونا ما أخيراً بسطت بريطانيا العظمى حمايتها على مصر في 18 ديسمبر سنة 1914 على أثر دخول تركيا الحرب العامة وانضمامها الى دواتي الوسط وأعلنت في تبليغها للمغفور له السلطان حسين كامل ان جميع الحقوق التي كانت لتركيا قد سقطت عنها وآلت الى الحكومة البريطانية ولكنها أعلنت في الوقت نفسه انها تعتبر هذه الحقوق وديمة تحت يدها لسكان القطر المصري كانت نيران الحرب مشتعلة والنفوس ثائرة وقد أوشكت أركان الحضارة أن تنهار وأصبح مصير الشعوب معلقاً في ميزان القدر فلم يكن في وسع الا أن تصبر حتى تنجلي هذه الكارثة ويتبين وجه الحق وأقبلت على بريطانيا تنجدها نجدة الكريم ناكريم ولم تدخر جهداً