صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/279

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۶۷ - وقد احتفظت بوزارتي الداخليه والخارجيه فاذا وقع هذا الاختيار موقع الاستحسان لدى عظمتكم يصدر المرسوم العالى بالتصديق عليه ياصاحب العظمه : بريطانيا لم يكن لزملائي ولى ونحن نشاطر الأمة أمانيها في الاستقلال الا أن نقر الوفد الرسمي الذي تولي المفاوضات لعقد اتفاق العظمي على مافعل . فلم يكن يسعنا أن نتولى اعباء الحكم مادامت المبادىء التي تسترشد بها الحكومة البريطانيه في سياستها نحو مصر هي تلك التي كانت تظهر من مشروع 10 نوفمبر من العام الماضى ومن المذكرة التفسيريه التي تلته . فان تولى الحكم في ظل مثل هذه المبادىء قد يكون فيه معنى القبول بها . ( غير أن الكتاب الذي رفعه فخامة المندوب السامي البريطاني الى عظمتكم وتصريح الحكومة البريطانية في البرلمان قد أحدثا في الحالة تغييراً كبيراً فأصبح من الممكن أن تتألف هذه الوزاره اذ أنها ترى أن الشعور القومي أصاب ترضية من هانين الوثيقتين لا من ناحية الاعتراف باستقلال مصر حالا وقبل أي اتفاق محسب بل ولان المفاوضات المقبلة ستكون حرة غير مقيدة بأي تعهد سابق أما وقد جزنا هذا الدور بخير فلم يبق على مصر الا أن تثبت لبريطانيا العظمى أن ليس بها في سبيل حماية مصالحها في طلب ضمانات قد يكون فيها مساس باستقلالنا وان خير الضمانات في هذا الصدد وأجلها أثراً هي حسن نية مصر ومصلحتها في حفظ حاجة للتشدد من العهود .