صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/265

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۵۳ لا يعملون على نهوض مصر بل يهددون رقيها . وهم بما كان لهم من الاثر في مجرى الحوادث قد تحدوا مرة بعد مرة الدول الأجنبية في مصالحها وأثاروا مخاوفها . وكذلك عملوا في الاسابيع الأخيرة على التأثير على مصير المفاوضات بنداءات مهیجه" استثاروا بها جهل العامه وشهواتهم . وان حكومة جلالة الملك لا تعتبر انها تخدم مصلحة مصر بتساهلها ازاء تهييج من هذا القبيل ولن يمكنوا مصر أن تسير في سبيل الرقي الا متى اظهر قادتها المسئولون من الحزم والعزيمة ما يكفل قمع مثل هذا التهييج فان العالم الآن تألم من جهات عديدة من الاندفاع في نوع من الوطنية المتعصبة المضطرة" وحكومة جلالة الملك تقاوم هذا النوع من الوطنية" بكل شدة سواء في مصر او في غيرها . وان اولئك الذين يستسلمون لتلك النزعات انما يعملون على جعل القيود الاجنبيه" التي يطلبون الخلاص منها اشدلزوماً وبذلك يطيلون أجلها. واذكان الامر كذلك نان حكومة جلالة الملك مراعاة لمصلحة ومصلحتها الخاصة أيضاً تستمر بلا تردد على مواصلة غرضها كمر شدة لمصر وأمينة على مصالحها ولا يكفيها أن تعلم أن في استطاعتها العودة الى مصر اذا تبين أن مصر بعد أن تركت لنفسها بغير معونة قد عادت الى عهد التبذير والاضطراب الذي لازمها في القرن الماضي . فرغبة حكومة جلالة الملك أن تستكمل العمل الذي بدي به في عهد اللورد مصر كرومر لا أن تبدأه من جديد . وهي لا تنوى أن تبقى وصايتها بل بالعكس ترغب في تقوية عناصر التعمير في الوطنية المصريه وتوسيع مجال العمل أمامها وتقريب الوقت الذي يمكن فيه تحقيق المطمح الوطني تحقيقا تاما . ولكنها ترى من الواجب أن تصر على