صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/243

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۲۳۱-

والآن بعد ما اجلت قلمي الضعيف جولة في هذا الميدان الفسيح - مجال البطولة والفحولة ـ وسمته خوضة في ذلك الخضم العميق - عباب العظمة والهمة والرجولة ـ التي به في اكنان الراحة نضواً متعباً حسيراً من طول ما اصطك أثناء جولاته بهضاب تلك العبقرية الباذخة . وجبال تلك البطولة الشامخة . وأطرح صحيفتي في يم التأليف ذلك الهائج المائج الثائر المضطرب لتلقي نصيبها من الطفو أو الرسوب . وجزاءها من العطب أو السلامة .

لقد أمضيت برهة على هضاب جبل « أوليمب » مجـال الابطال وملعب الالهة ( في أساطير اليونان) أتأمل روائع آياتها و بدائع معجزاتها . حتى أفعم قلبي جلالا وجمالا . وبهرني ذلك المشهد المهيب فانحدرت نازلا وأنا أسبح بحمد الله عجباً وطربا واحمد الصانع البديع الذي يأبي كرمه وفضله أن يترك مقابح هذه الحياة وشوهاتها في أي عصر وبقعة خالية من محاسن الرجولة ، مقفرة من مفاخر العظمة والبطولة .