صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٨ -

وان القلم الاعلى قد سجل حكم الشقاء على الأمة في صحيفة الأبد.

مثل هذه الازمة العصيبة والساعة السوداء لم تكد تخلو منها سير الأمم الناهضة أثناء حركاتها التورية وقد أصيبت بها الحركة المصرية الحالية في أول ديسمبر سنة ١٩٢١ وذلك حينها رمتنا السياسة الانكليزية بمشروع كرزن ومذكرة اللورد النبي الايضاحية التي شفع بها ذلك المشروع

لقد كان لتلك المذكرة الايضاحية اسوأ وقع في نفوس الشعب عامة وآلم أثر في قلوبه وأشـد صـدمة لآ ماله ومطامحه وأدمى طعنة لعزته وكبرياءه. ذلك ان الشعب المصرى بعدما أنته دعوة المفاوضة من جانب الحكومة الانكليزية في أجمل شكل وأحسن صيغة مال الى حسن الظن بتلك الحكومة وقال في نفسه « لا يبعد ان هذه الدولة الجبارة قد اهتدت أخيراً الى ان أقصد السبل وأنجع الوسائل الى حل مشكلتها وتسوية مسألتنا هي سياسة الصراحة والوضوح والأخذ بمبدأ العدالة والحق بعد ماتبين لها فشل سياسة الختل والخديعة» وبناء علي ذلك فاوضت مصر انكلترا على لسان وفدها الرسمي الذي كان يرأسه دولة الرئيس الخطير عدلي يكن باشا. فكيف كانت نتيجة المفاوضات : كيف كانت نتيجة ماادعاه الانكليز من سياسة الصداقة والوداد