صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/198

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۹ - - من مزنة الامل الصدوق والرجاء المحقق ويستهيط آيات الوحى والالهام من آفاق المستقبل المشرقة . وكذلك اذا استدبر القوم المعارضون امرهم وتشبثوا بأذيال الماضي واعقابه فاوصدت في وجوههم أبواب الاراء واغلقت منافذ الافكار وانحبس عنهم فيض الخواطر الا مايصوب عليهم من اليم الذكريات ماتكف به سحائب الماضي المنقشعة ـ رأيت ثروت بادا ذلك الهام الطاح العزيمة والاريب الثاقب البصر والروية يضرب صفحاً عن ذلك الماضى ويعمد الى معين ذهنه الفياض وينبوع قريحته المتدفق فيغترف من ثمت سيجال الرأي السديد . والفكر الأنف الجديد. ثم يستطلع نجوم فراسته الصادقة فيتامس في صحفها المشرقة طوالع السعود أو يتسقط من شوابك أفنان شجرتها الذهبية أوراق اليمن والبشارة . وحينئذ يقبل على ساميه فيباغتهم من سوانح الهـام بصيرته وخطرات وحى بديهته بما يبدد سحائب شكهم وريبتهم . وينفر اسراب خوفهم ووحشتهم . وهنالك يبصرهم من غوامض أسرار الأمر وخفايادخائله مالم تكن نظراتهم السطحية لتستطيع من قبل أن تكشف نقابه . وتهتك حجابه . هنالك يفيض اناؤه المفعم الملآن في اوعية صدورهم من مادة العلم والعرفان ما يبرز لهم الموضوع في مظهر آخر وضياء جديد وشكل مستحدث .