صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/197

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

110 - الموضوع وجوانبه ويتغلغلون بمنظارها الكشاف الى خفاياه وخباياه فيبدو لهم الأمر على خلاف ما كانوايعهـدون وعلى العكس مماكانوا يحسبون فاذا السواد بياض والفساد صلاح والتنافر و تام والاعوجاج استقامة والسوأة حسنة واليأس رجاء. فشل ثروت باشا اذا شاء اقناع سامعيه وحملهم على ما يريد رأيته ينظر الى الأمام ويتجه بنظره البعيد الى ما سيكون ـ في حين تری سامعيه قد جاؤوه وهم ينظرون إلى ما كان من الامر وما انقضي اعنى الى الماضي وما قد انكروا من حوادث» واحواله . فنظرهم بذلك الماضي معقود وفيه محص. ورومن ثم كان قصر نظرهم وضيقه واحتباسه في دائرة صغيرة محدودة يترددون فيها ويتعثرون كالخفافيش في ظلمة الشك والحيرة . وقد ينسوا من استقامة الأمر وصلاحه ـ اما هو ( اعنى ثروت باشا ) فغير ذلك شأنه وما كان من زمرة الخفافيش حتى يحصر نفسه في دائرة الماضي الضيقة ويحبس نفسه في ظلمتها ( وان كان لا ظلمة مع شهاب رأيه الساطع ونجم فكره اللامع ) ولكنه ـ وهـو ذلك النسر العااح ـ يضرب صفحا عن الماضي المنقرض الدائر ويستقبل بعينه الثانية شمس الاستقبل الباهرة فيصفق في شعاعها البراق جناحيه الطموحين ويستدر عليهما قطرات انداء البشارة .