صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/194

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–۱۸۲–

تارة وأوتار الحزن أخري وآونة يبعث منهارنات الندم والاسف و آونة صدحات الحبور والطرب . ومثله قدير أن يسل بقوة بيانه سخائم الصدور ويستأصل جذور الضغائن والاحقاد حتي يترك العدوصديقا حليفا . والضد صاحبا أليفا . ويملأ القلوب اليائسة رجاء وأملا . والنفوس الموحشة أنسا وجذلا. أولم تحدث خطبه الاخيرة الرنانة أمثال هذه الآثار الحسان في نفوس الشعب المصرى الكريم يوم نزلت على القلوب بردا وسلاما وبددت ما كان لا يزال عالقا بنفوس الكثيرين من بقايا الريب والظنون والقلق والاشفاق فكان في آياتها البليغة جلاء الشبهات وفي حججها الدامغة زوال الظنون وكانت منفاة الهموم والاتراح . مدعاة المسار والافراح

ان مثل الوزير الجليل ثروت باشا اذا قام يخطب أو انبري يتحدث خيل اليك كأنما يصب تيار روحه الزاخر في أرواح سامعيه فيمتلك نفوسهم ويستحوذ على ألبابهم ويقتاد أفئدتهم بأعنتها . ثم يرى نفسه أحق بالخطابة من سائر المتصدين لها اذ كان أغزرهم مادة وأملأهم وعاء فينبرى للكلام وانه لأجدر به وأولى ـ واذ ذاك يصغر بجانبه الخطباء ويتضاءلون . ثم يذهلهم فرط السرور إسماع مطربانه عن الاشتغال باحساسات الحسد والحقد وغيرها من نزعات الانانية فيرتاح كل سامعيه الى التضاؤل في حضرته ويلذ