صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/168

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 156 - مشيئته في قبضة الهوى فقد نبذ طاعة الحق وخرج عليه فليس تغنى معه محاجة ولا مناظرة ولا يفلح في اقناعه والفخامه الحجة الناصعة والبرهان القاطع لذلك تراه اذا أراد نشر أباطيله وترويج أضاليله انصرف عن مجالات أهل الرأي والحجى ودوائر ذوى الاب والنهي من النافذي البصر الثاقي الفطنة والذكاء الذين يصولون بأمضى سلاح من المنطق والقياس . ويكشفون دياجير الاشكال والالباس . باسطع سراج من الدليل المشرق وابهر نبراس . فتحول عن هؤلاء إلى جماهير العامة والنساء والصبيان الذين قد يسهل عليه اقناعهم لا باسالب المنطق والقياس ولكن بقوة التأثير على العواطف والاحساسات (كما اوصحنا ذلك باسهاب فيما سبق من فصول هذا السفر ) بل بقوة التكرار والالحاح وشدة الاصرار والعناد حتى يخيل أذهان من يتسلط عليه من البسطاء الذين يصبحون لفرط تأثير هذا التسلط يتهمون عقولهم بل يتهمون حواسهم ويغالطون أنفسهم عن الحقائق الناصعة الساطعة ويخدعونها عن الشاهد الناطق والواقع الملموس وهنا يجدر بي أن أورد فكاهة قصصية أراها أصدق مثل يضرب لتمثيل هذه الحالة الالمة