صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/158

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 146 - في ساحة الوغى على جيش العدو في اتم نظام وادفه فرما نمكن بعد ذلك من القبض على ناسية الحال ثم من هزية الاعداء . ويروى عن نابليون الأول انه كان آية معجزة في رباطة الجأش وفرط الجلد والرزانة وذلك أنه خسر الدنيا بحذافيرها فلم يأبه لذلك ولم يبل وكأنه لم يخسر الادوراً في لعبة البرد أو الشطرنج . كل هذه الامثال ضربناها للقراء لنظهر بها فضل تلك الخلة العظيمه أعنى رباطة الجأش وهدوء الدماغ في الزوابع والزعازع وانها أساس كل نجاح وسبب كل فلاح وأن عليها مدار نهضة الامم والشعوب وتشييد مجدها ورفعتها ولنقارن بها ( اعنى بهذه الامثال المضروبة ) وافر نصيب ثروت باشا من هذه الخلة المجيدة وجسيم حظه منها . ولنبين بها أن شر ماتبتلى به الأمم والافراد في أوقاتها العصيبة هو فقدان رباطة الجأش وهدوء الدماغ الناشيء من خور القوى ووهن العزائم المتسبب عن بث روح التشاؤم والسخط والقنوط في أفراد الشعب وما أصدق ما قاله أحد قواد الفرنس في هذا الصدد « اذا فقد الرجل رباطة الجأش وتملكه الذعر فغرب عنه عقله ـ كما هو شأن المروع المذعور - أصبح لايدرى ما يأني ومايذر . فاذا ماسألت الله شيئا فسله أن يفر عليك عقلك كاملا . فانه مادام لك ذلك فما من خطر يهددك