صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/156

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 144 - تر تعد من هوله فرائص الظلم وينزوي من هيبته شبح الباطل المتسلط على الامم بسلاح الطغيان والعدوان ؟ ـ ألم يسمع العالم في نبرات ذلك الصوت الجهير تلك الرنة المؤثرة العميقة التي اعتاد أن يسمعها في صوت الطبيعة القاهر المتغلب على كل قوة انسانية في صوت الرياح العاصفة . والرعود القاصفة . والموج الطامح والسيل الجائح . ألم يلق هذا الصوت الهول في نفوس الانكليز حتى ثار له ثاثر هم وقامت من أجله قيامتهم يوم نفرت أحزابهم ووثبت طوائفهم تفرق من عظم ما نادى به ذلك الصوت وتستكثر ما طلبه وما اشترطه ـ يوم ضح برلمانهم من هول تلك الشروط والمطالب وصاحت جرائدهم وضحت تحذر القوم من الرضوخ لتلك المطالب و تعلن ان في قبولها مايؤذن بتهديد عظمة الامبراطورية وسلطانها واضعاف شأنها وكيانها ؟ ألم يملأ هذا الصوت قلوب المصريين فرحة وطربا ؟ ألم يستثر هممهم ويخفر عزائمهم ويفعم صدور هم بروح القوة والتأييد والتشجيع ؟ ألم يبن لنا هذا الصوت مبلغ تأثير روح الرجل العظيم في أرواح الملايين من البشر ؟ وقوة سلطان شخصيته على شعورهم ووجدانهم؟ ألم يثبت لنا هذا الصوت ان الرجل الفرد الذي يستطيع ببصره الثاقب أن يلمح نتائج الشؤون وعواقب الأمور من وراءه حجب