من اكبر أسباب النجاح وأعظم وسائل اليسر والتوفيق وأغزر مصادر الخير والبركة والفلاح ـ فانه لا خلاف في أن روح الابتهاج والاستبشار من أقوي بواعث الهمم ومرهفات العزائم مما نحن بامس حاجة اليه في موقفنا الحالي لاقتحام ما لا يزال يواجهنا من المصاعب والعقبات كما انه ليس أضر بنا في الحالة الراهنة ولا افسد لقضيتنا من بث روح التشاؤم المثبطة للهمم والعزائم الموهنة المجهودات والمساعي وأي شيء ـ هداك الله ـ أجلب للخسارة والبوار وأدعى الى الفشل والخيبة من هبوط العزيمة وثبوط الهمة وأى شيء أشد إضاعة للحقوق وافساداً للامور واذهاباً للدولة والسلطان وابادة للهجد والحسب مما تحدثه روح التشاؤم والسخط والضجر في الامم والشعوب من خور القوى ووهن الارادة الداعيان الى داء التخاذل والتواكل والفتور والتواني ؟ وعلى العكس من ذلك أي شيء اجلب للغنم والفائدة وادعى الى النجح والفلاح وأجمع الشمل الامور وأحوطللسلطان والدولة واكسب المجد والحسب مما يورثه روح التفاؤل والاستبشار من تنبه الهمم ونهضة العزائم الداعيان الى التناصر والتضافر ؟ بل أي شيء لا تستطيعه قوة العزيمة وبعد الهمة؟ ان قوة ؟
