صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/132

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۲۰ – - فتجهزوا بها على ذرة العقل الضئيلة التي تفضلت عليهم و الطبيعة مما بقي لديها من مادة العقل بعد ان كلت منها كيلا للفضلاء النوابغ ، اتقوا الله ان يراكم تطلقون سيول تلك الموطف الجارفة تسلطون طوفانها على تلك الشرارة الكليلة التي منت بها الطبيعة على ادمغة اولئك البسطاء بعد ما اشعلت مصابيح الفطنة الوقادة في سماء اذهان الاذكياء الالياء . رفقا بأولئك الضعاف لاتعينوا عليهم الطبيعة الفاسية الظالمة بافسادكم ما جادت به عليهم من النزر الطفيف من مادة الفهم يوم قسمة العقول والبصائر . وهنا يجدر بنا القول بأن مايقوم اليوم بين ظهرانينا من تغلب العواطف الثائرة في مجال تبادل الآراء الهادئة وسيطرة الشهوات الفائرة في مقام أعمال الفكرة النافية والعقل المجرد عن شوائب الأهواء .. انما هو مظهر من مظاهر آبائنا الأول في العصور الغابرة ونزعة رجعية اليعصبية ذوى الثارات والعداوات من أجدادنا أهل البيد والفلوات ان أهم ميزات الطبقات العليا على السفلى والخاصة على العامة هي ان الفئة الاولى لحدة ذهنها وقوة الملكة المنطقية فيها تستطيع التفكير والكلام في المعنويات كالنظريات والكليات والقواعـد والقوانين بينها الفئة الثانية لضعف ذهنها وقصور الملكة المنطقية