صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۸ – من مختلف ضروب الوحش والحيوان وفي مقدمتها ( أو في مؤخرتها وهو الاصدق ) ذالك الوحش الساعي على قدمين المسمى انسانا - اعني الانسان الاعتيادي الخاضع لسلطان الشهوات والعواطف الذي 4:0 تتكون المجاميع والجماهير والعامة والسواد نه الأعظم من بني البشر وليس يخفى على ذي اب أن المسائل السياسية والاجتماعية حتى ابينها وابسطها هي ـ وأن خيل للبسطاء السذج أنها سهلة الفهم والادراك قريبة المأخذ والاستيعاب لا يحتاج بحثها وخصها لكبير عقل أو ثاقب فطنة ـ لهى في الحقيقة والواقع صعبة عويصة وعرة المسلك لا يستطيع أن يحيط بها ويستجلى غوامضها الا ولو الفطان والالباب . وانما هو الغرور والترجيع والدعوى التي توهم السذج البسطاء من الجماهير والعامة انهم قادرون على فحص وتمحيص هذه المسائل الصعبة وانهم هم ايضا لهم الحق في مشاركة أولى الالباب في تناول تلك المسائل وابداء الرأي عنها والبت فيها . واذا كان هذا هو موقف الانسان العادي من المسائل السياسية والاجتماعية وهذا هو مبلغ ضعف عقله وقصور ذهنه عن فهم ماهيتها وادراك دقائقها وغواءضها في حالته الطبيعية أي في حالة هدوء عواطفه وعدم اهتياج احساساته وشهواته ـ فما بالك بمقدار