صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۱۷ – في دار الخلد أو بالاختصار ارادها الله أن تكون سجنا أو بعبارة أخف وألطف ـ اصلاحية أومستشفى. فاما الجنة ـ دارالمكافأة والجزاء ومقام الابرار والشهداء والقديسين ـ فمااظن أن الخالق سينى نظامها على قاعدة هذا التوزيع المحزن ـ ندرة العقل وغلبة المواطف المتسلطة بجيوش الاحقاد والضغائن ۔ بدليل قوله سبحانه وتعالى في وصف أهل الجنة - اخوانا على سرر متقابلين ونزعنا ما في صدورهم من غل » نقول كذلك مذهب القدرة الالهية في خلقة هذا الوجود بينما تراها كأبخل البخلاء في هبة العقل كأنها تجود به من خرت ابرة اذا بها كأسخي الاسخياء في هبة الشهوات والعواطف تسح بها سحا وتهطل هطلا . فهي کلا جادت على هذا الكوكب الارضى بمثقال ذرة من العقل جادت مقابل ذلك عمليون قنطار من العواطف ـ عطية مشتركة بين الانسان وسائر ضروب الوحش والبهيم والحيوان من أعلى درجات سلم الحياة الى ادناها . على حين أن العقل القوى المسيطر على العواطف لا تهبه الطبيعة الا لاسمى طبقات الانسان - اعنى الانسان المفكر . هذا المخلوق البديع السامي نادر جداً بالنسبة الى ما يملأ فضاء الله ويتشاحن فيه ويتطاحن ويتنافر ويتناحر ويتصايح ويتعاوى