يمانية.
قال الأصمعي : أربعة أشياء قد ملأت الدنيا ولا تكون إلّا باليمن : الورس والكندر والخطر والعقيق.
وبها الأحقاف وهي الآن تلال من الرمل بين عدن وحضر موت وكانت مساكن عاد أعمر بلاد الله وأكثرها عمارة وزرعا وشجرا فلمّا سلّط الله تعالى عليهم الريح طمّها بالرمل وهي إلى الآن تحت تلك الأحقاف جعلها الله تعالى عبرة للناظرين وخبرة للغابرين كما قال تعالى : أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشدّ قوّة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها.
وبها قصران من قصور عاد ولمّا بعث معاوية عبد الرحمن بن الحكم إلى اليمن واليا بلغه أن بساحل عدن قصرين من قصور عاد وان في بحرها كنزا فطمع فيه وذهب في مائة فارس إلى ساحل عدن إلى أقرب القصرين فرأى ما حولهما من الأرض سباخا بها آثار الآبار ورأى قصرا مبنيّا بالصخر والكلس وعلى بعض أبوابه صخرة عظيمة بيضاء مكتوب عليها :
ثمّ مضى إلى القصر الآخر وبينهما أربعة فراسخ فرأى حوله آثار الجنان والبساتين. قال : فدنونا من القصر فإذا هو من حجارة وكلس غلب عليه ماء البحر ورأينا على بابه صخرة عظيمة عليها مكتوب :