قال محمد، هو ابن الجزري ياذا الجلال أرحمه واغفر واستر سے هو أبو الخير، محمد شمس الدين بن محمد بن محمد بن على بن يوسف من الجزري (جزيرة ابن عمر) الشافعي الدمشقي. ولد بها سنة احدى وخمسين مائة. الحديث محمد بن ابراهيم المقدس الحنبلي، ومن الشيخ أبي حفص عمر بن اميلة المراغي، ومن المحب ابن عبدالله، والقاضي زين الدين عبدالرحيم، وابن عساكر، وابن أبي عمرو. واشتغل بعلوم القرآن والحديث حتى برع فيها ومهر وفاق غالب اهل عصره. وتفقه على عمادالدین ابن كثير، وولى مشيخة الصلاحية ببيت المقدس مدة. وقدم القاهرة مراراً، وسمع من المسندين بها. وبنى بدمشق داراً للقران. لقضاء الشافعية بدمشق ومكث قاضياً وعين يومين، ثم ارتحل إلى بلاد الروم سنة سبع وتسعين وسبع مائة، واستمر بها الى ان طرق السلطان الاكبر تيمور تلك البلاد سنة اربع وثمانمائة. فانتقل الى بلاد فارس، وولى بها قضاء شیراز وغيرها، وانتفع به اهل تلك الناحية في الحديث والقرآن. ثم حج سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة. ثم قدم القاهرة سنة وعشرين وثمانمائة منها، ثم حج سنة ثمان أيضاً بعد أن حدث بالقاهرة وهو ممتع بسمعه وبصره وعقله ينظم الشعر ويبحث في العلوم، ثم رجع إلى القاهرة في أول سنة تسع، وسافر الى شيراز في ربيع الاخير من هذه السنة. فعاش فيها الى ان توفاه الله سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. كان رضي الله اهل الخير والصلاح يستغرق أوقاته في التعليم والتدريس، وكان مع كثرة اشتغاله وازدحام الناس عليه يؤلف قدر ما كان الناسخ يكتبه في يوم. وله تأليف بديعة. منها النشر في العشر . كتاب لم ينسبح ناسج على من
