انتقل إلى المحتوى

رسالة التوابع والزوابع/الفصل الثالث

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


مجلس أدب

وحضرتُ أنا أيضاً وزهيرٌ مجلساً من مجالسِ الجن، فتذاكرنا ما تعاورته الشعراْ من المعاني، ومن زاد فأحسن الأخذ، ومن قصر. فأنشد قول الأفوه بعضُ من حضر:

وترى الطّيرَ على آثارنا
رأي عينٍ ثقةً أن ستُمار

وأنشد آخر قول النابغة:

إذا ما غزوا بالجيش حلّق فوقهـم
عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصـائب
تراهنَّ خلف القوم خُزراً عُيونها
جُلوسَ الشيوخِ في ثيابِ المرانبِ
جوانِحَ، قد أيقـنَّ أنَّ قـبـيلـهُ،
إذا ما التقى الجيشانِ، أوَّلُ غالبِ

وأنشد آخرُ قول أبي نُواس:

تتأيَا الطّيرُ غـدوتـهُ
ثِقةً بالشِّبعِ من جزره

وأنشد آخرُ قول صريع الغواني:

قد عوَّد الطّير عاداتٍ وثقنَ بها
فهُنَّ يتبعنهُ في كل مُرتـحـلِ

وأنشد آخرُ قول أبي تمام:

وقد ظُلّلَتْ عِقبانُ أعلامهِ ضُحًى
بِعِقبانِ طيرٍ في الدِّماء نواهـلِ
أقامت مع الرَّاياتِ حتى كأنّهـا
من الجيشِ، إلاَّ أنها لم تقابـلِ

فقال شمردلُ السَّحابي: كلهم قصر عن النابغة، لأنه زاد في المعنى ودلَّ على أنَّ الطير إنما أكلت أعداء الممدوح، وكلامهم كلهم مشترك يحتمل أن يكون ضدَّ ما نواه الشاعر، وإن كان أبو تمام قد زاد في المعنى. وإنما المحسنُ المتخلّص المتنبي حيثُ يقول:

لهُ عسكـراً خـيلٍ إذا رمـي
بها عسكراً لم تبق إلاَّ جماجمه

وكان بالحضرةِ فتىً حسنُ البزَّة، فاحتدَّ لقول شمردل، فقال: الأمرُ على ما ذكرت يا شمردل، ولكن ما تسأل الطيرُ إذا شبعت أيُّ القبيلين الغالب؟ وأما الطيرُ الآخر فلا أدري لأي معنًى عافت الطيرُ الجماجم دونَ عظام السُّوق والأذرُع والفقارات والعصاعص؟ ولكنَّ الذي خلّص هذا المعنى كلّه، وزاد فيه، وأحس التركيب، ودلَّ بلفظةٍ واحدةٍ على ما دلَّ عليه شعرُ النابغة وبيتُ المتنبي، من أن القتلى التي أكلتها الطيرُ أعداءُ الممدوح، فاتكُ بنُ الصَّقعب في قوله:

وتدري سباعُ الطيرِ أنَّ كُماتـهُ،
إذا لقيت صيدَ الكُماةِ، سـبـاعُ
لهُنَّ لُعابٌ في الهواء وهـزَّةٌ،
إذا جدَّ بين الدَّرعـين قـراعُ
تطيرُ جياعاً فوقـهُ وتـردُّهـا
ظُباهُ إلى الأوكار وهي شبـاعُ
تملك بالإحسانِ ربقةَ رِقـهـا،
فهُنَّ رقيقٌ يُشـتـرى ويُبـاعُ
وألحمَ من أفراجها فهي طوعهُ،
لدى كل حربٍ، والمُلوكُ تُطاعُ
تُماصعُ جرحاها فيُجهزُ نقرها
عليهم، وللطّير العتاقِ مِصـاعُ

فاهتزَّ المجلسُ لقوله، وعلموا صدقه. فقلتُ لزهير: من فاتك بن الصَّقعب؟ قال: يعني نفسه. قلت له: فهلاَّ عرَّفتني شأنه منذ حين؟ إني لأرى نزعاتٍ كريمة؟ وقمتُ فجلست إليه جِلسة المعظِّم له. فاستدار نحوي، مُكرماً لمكاني، فقلت: جُد أرضنا، أعزَّك الله، بسحابك، وأمطرنا بعيونِ آدابك. قال: سل عما شئت. قلتُ: أيُّ معنى سبقك إلى الإحسان فيه غيرُك، فوجدته حين رُمته صعباً إلا عليك أنك نفذت فيه؟ قال: معنى قول الكندي:

سموتُ إليها بعدما نام أهلها،
سموَّ حباب حالاً على حالِ

قلتُ: أعزَّكَ الله، هو من العُقم. ألا ترى عُمر بن أبي ربيعة، وهو من أطبع الناس، حين رام الدُّنُوَّ منه والإلمام به، كيف افتضح في قوله:

ونفضتُ عني النّوم أقبلتُ مشيةَ ال
حُبابِ، ورُكني خيفةَ القومِ أزورُ

قال: صدقت، إنه أساء قسمة البيت، وأراد أن يُلطف التَّوصُّل، فجاء مُقبلاً بُركت كركنه أزور. فأعجبني ذلك منه، وما زلتُ مقدِّماً لهذا المعنى رجلاً، ومؤخرِّاً عنه أُخرى، حتى مررتُ بشيخٍ يُعلمُ بنياً له صناعة الشّعر وهو يقول له: إذا اعتمدت معنًى قد سبقك إليه غيرُك فأحسن تركيبه، وأرقَّ حاشيته فاضرب عنه جُملة. وإن لم يكن بُدّ ففي غير العروض التي تقدَّم إليها ذلك المحسنُ، لتنشط طبيعتُك طبيعتُك، وتقوى مُنَّتُك.

فتذكرتُ قول الشاعر وقد كنتُ أنسيته:

لما تسامى النّجمُ في أفقهِ
ولاحت الجوزاءُ والمِرزمُ
أقبلتُ والوطء خفيفٌ كما
ينسابُ من مكمنه الأرقمُ

فعلمتُ أنه صدق؛ وابن أبي ربيعة لو ركب غير عروضه لخلص. فقلتُ أنا في ذلك:

ولما تمَّلأ مـن سًـكـرهِ
فنام، ونامت عيونُ العسس
دوتُ إليه، على بُـعـده،
دُنُوَّ رفيقٍ ما الـتـمـس
أدبٌّ إليه دبيب الـكـرى،
وأسمو إليه سموَّ النفـس
وبتُّ به ليلتي نـاعـمـاً،
إلى أن تبسمَّ ثغرُ الغلـس
أقبلُ منه بياض الـطُّـلا،
وأرشيفُ منه سواد اللَّعس

فقمتُ وقبلتُ على رأسه، وقلت: لله درُّ أبيك! فقال لي فاتكُ بن الصَّقعب: فهل جاذبتَ أنتَ أحداً من الفحول؟ قلتُ: نعم قول أبي الطّيب:

أأخلعُ عن كتفـي وأطـلـبـهُ،
وأتركُ الغيث في غمدي وأنتجعُ؟
قال لي: بماذا قلتُ: بقولي:
ومن قُبةٍ لا يدركُ الطَّرفُ رأسهـا،
تزلُّ بها ريحُ الصَّـبـا فـتـحـدَّرُ
إذا زاخمت منها المخارم صـوَّبـت
هُوياً، على بُعد المدى، وهي تجـأرُ
تكلفتُها، والليلُ قد جـاش بـحـرُه،
وقد جعلت أمواجهُ تـتـكـسـرُ،
ومن تحت حضني أبيضٌ ذو سفاقس،
وفي الكف من عسالة الخط أسمـرُ
هما صاحباي من لدّن كُنتُ يافـعـاً،
مُقيلانِ من جدّ الفتى حين يعـثـرُ
فذا جدولٌ في الغمد تُسقى به المُنى،

فقال: والله لئن كان الغيثُ أبلغ، فلقد زدت زيادة مليحة طريفة، واخترعت معاني لطيفة. هل غيرُ هذا؟ فقلتُ: وقوله أيضاً:

وأظمأ فلا أُبدي إلى الماء حاجةٌ
وللشمسِ فوق اليعملاتِ لُعابُ

قال: بماذا؟ قلتُ: بقولي:

ولـــم أنـــس بـــالـــنّـــاوُوس الأُلــــــى
بهـا أينُـنـا مـحـبُـوبـهــا وحـــبـــابُـــهـــا
وفـتـية ضـربٍ مـــن زنـــاتة، مـــمـــطـــرٍ
بوبـل الـمـنـايا طـعـنـهـــا وضـــرابُـــهـــا
وقـفـنـا عـلـى جـمـرٍ مـن الــمـــوت وقـــفةً،
صلـيُّ لــظـــاه دابُ قـــومـــي ودابُـــهـــا

فصاح صيحةً منكرةً من صياح الجنِّ كاد ينخب لها فؤادي فزعاً، والله، منه! وكان بنجوةٍ منا جنيٌّ كأنه هضبة لركتنته وتقبضه، يحدِّق في دُونهم، يرميني بسهمين نافذين، وأنا ألوذُ بطرفي عنه، وأستعيذُ بالله منه، لأنه ملأ عيني ونفسي. فقال لي لما انتهيتُ، وقد استخفهُ الحسد: على من أخذت الزَّمير؟ قلتُ: وإنما أنا نفاخٌ عندك منذ اليوم؟ قال: أجل! أعطنا كلاماً يرعى تلاعَ الفصحاحة، ويستحمُّ بماء العُذوبة والبراعة، شديد الأسر جيد النّظام، وضعه على أي معنًى شئت. قلت: كأي كلام؟ قال: ككلام أبي الطّيب:

نزلنا على الأكوارِ نمشي كرامةً
لمن بان عنه، أن نُلمَّ به ركبا
نذمُّ السحاب الغُرَّ في فعلها به،
ونُعرضُ عنها، كلما طلعت، عتبا

وكقوله:

أرأيتَ أكبر همةً من ناقتي،
حملت يداً سُرحاً وخفقاً مُجمرا
تركت دُخان الرِّمث في أوطانها،
طلما لقوم يوقدون العنبرا
وتكرَّمن رُكباتُها عن مبركٍ
تقعان فيه، وليس مسكاً أذفرا
فأتتك دامية الأظل كأنما
حُذيت قوائمها العقيق الأحمرا

وكقوله:

على كل طاوٍ تحت طاوٍ كأنما
من الدَّمِ يُسقى أو من اللّحمِ يُطعمُ
لها تحتهُم ريُّ الفوارسِ فوقها،
فكلُّ حصانٍ دارعٌ مُتلثَّمُ
وما ذاك بُخلاً بالنُّفوسِ على القنا،
ولكنَّ صدم الشرّ بالشرّ أحزمُ

فأدَّني والله بما قرع به سمعي، وقلت له: أيُّ ماء لو كان من جمامك واستهلت به عينُ غمامك! ثم استقدمتُ فأنشدته:

ولرُبَّ ليلٍ للهمومِ تهدَّلت
أستارُه فحما الصُّوى بستُورهِ
كالبحر يضربُ وجههُ في وجههِ،
صعبٌ على العُبار وجهُ عُبورهِ
طاولته من عزمي بُمضبَّرٍ،
أثبتُّ همي في قرارةِ كورهِ
وعلىَّ للصَّبر الجميل مُفاضةٌ،
تلقى الرَّدى، فتكلُّ دون صبوره
وبرتحتي من فكرتي ذو ذُكرةٍ،
عُهدت تُذاكرُني بطبعِ ذكيرهِ
فزاداً، إذا بعثت دياجي جنحهِ
هولاً عليَّ، خبطتُ في ديجُورهِ
حتى بدا عبدُ العزيزِ لناظري
أملي، فمزَّقت التُّجى عن نُورهِ

وأنشدته:

الله في أرضِ غذيتَ هواءها،
وعصابةٍ لم تتهم إشفاقها
نكزتهُمُ أفعى الخُطُوبِ، وعُوجلُوا
بُمثَّلٍ منها، فكن درياقها
وافتح مغالقها بعزمةِ فيصلٍ،
لو حاولت سوق الثُّريا ساقها
ولو أنها منه، إذا ما استلها،
تتعرضُ الجوزاءُ، حلَّ نطاقها

وأنشدتُه:

لا تبكينَّ من اللّيالي أنها
حرمتك نغبة شاربٍ من مشربِ
فأقلُّ ما لك عندها سيفُ الرَّدى،
يُستلُّ من شعرِ القذالِ الأشيبِ
ورحيلُ عيشك كلَّ رحلةِ سلعة،
وفناءُ طيبكَ في الزَّمان الأطيبِ
فإذا بكيت فبكِّ عُمرك، إنهُ
زجلُ الجناحِ يًمرُّ مرَّ الكوكبِ

وأنشدته:

ولم أر مثلي ما له من مُعاصرِ،
ولا كمضائي ما لهُ من مُضافرِ
ولو كان لي في الجو كسرٌ أؤمُّهُ،
ركبتُ إليه ظهر فتخاءَ كاسرِ
وهمت بإجهاشٍ علَّ، وقد رأت
بي في آثار إحدى الكبائر
فقلتُ لها: إن تجزعي من مُخاطرٍ،
نك لن تحظي بغيرِ المخاطرِ
شت ثمار الوفر مني، وإنها
لدى كل مُبيضّ العنانيز وافرِ
له في بياضِ اليومِ يقظةُ فاجر،
وتحت سواد الليل هجعةُ كافرِ
رويدك، حتى تنظري عمَّ تنجلي
غيابةُ هذا العارضِ المُتناثرِ
ودون اعتزامي هضبةٌ كسرويةٌ،
من الحزمِ، سلمانيةٌ في المكاسر
إذا نحنُ أسندنا إليها، تبلجت
مواردُنا عن نيِّراتِ المصادرِ
وأنت، ابن حزمٍ، منعشٌ من عثارها
إذا ما شرقنا بالجدودِ العوائر
وما جرَّ أذيال الغنى نحو بيته
كأروع معرورٍ ظهور الجرائرِ
إذا ما تبغي نضرة العيش كرَّها،
لدى مشرعٍ للموت، لمحة ناظرِ
فسلَّ من التأويلٍ فيها مهنداً
أخو شافعياتٍ كريمُ العناصرِ
لِمُعتزليّ الرَّأي، ناءِ عن الهُدى،
بعيد المرامي، مُستمينِ البصائرِ
يُطالبُ بالهنديّ في كل فتكةٍ
ظُهُور المذاكي عن ظُهورِ المنابرِ

وأنشدته:

وقالت النفسُ لما أن خلوتُ بها،
أشكو إليها الهوى خلواً من النِّعمِ:
تامَ أنت على الضرَّاء مُضطجعٌ،
مُعرِّسٌ في ديار الظُّلمِ والظُّلمِ؟
وفي السُّرى لك، لو أزمعت مرتحلاً،
برءٌ من الشوق، أو برءٌ من العدم
ثم استمرَّت بفضل القولِ تُنهضي،
فقلتُ: إني لأستحيي بني الحكم
المُلحفين رداء الشمس مجدهمُ،
والمنعلين الثُّريا أخمص القدمِ
ألمتُ بالحُبّ، حتى لو دنا أجلى،
لما وجدتُ لطعم الموت من ألم
وزادني كرمي عمن ولهتُ به،
ويلي من الحبّ، أو ويلي من الكرمِ
تخوَّنتني رجالٌ طالما شكرت
عهدي، وأثنت بما راعيتُ من ذممِ
لئن وردتُ سُهيلاً غبَّ ثالثةٍ،
لتقرعنَّ عليَّ من ندم
هناك لا تبتغي غير السَّناءِ يدي،
ولا تخفُّ إلى غير العُلى قدمي
حتى راني في أدني مواكبهم،
على النَّعمامة شلاَّلاً من النَّعمِ
ريان من زفراتِ الخيلِ أوردُها
أمواه نيظة تهوي فيه باللُّجُمِ
قُدَّام من قوم وجدتُهمُ
أرعى لحقِّ العُلى من سالفِ الأمم

{{قصيدة1 ففتح عليَّ عينين كالماويتين ثم قال لي: من القائل:

طلعَ البدرُ علينا،
فحسبناهُ لبيبا
والتقينا، فرأينا
هُ بعيداً وقريبا
فيا من إذا رام معنى كلامي،
رأى نفسهُ نُصبَ تلك المعاني
شكوتُ إليك صروف الزَّمانِ،
فلم تعدُ أن كنت عون الزَّمان
وتقصرُ عن همتي قُدرتي
فيا ليتني لسوى من نماني
ولا غرو للحُرّ، عند المَضِيُ
قِِ، أن يتمنى وضيع الأماني

قلت: أخي قال: فمن القائل؟

صدودٌ، وإن كـان الـحـبـيبُ مُـســاعـــفـــاً،
وبـعـدٌ، وإن كـان الـــمـــزارُ قـــريبـــاً
ومـا فـتـئت تـلـك الــديارُ حـــبـــائبـــاً
لنـا، قـبـل أن نـلـقـى بـهـنَّ حــبـــيبـــا
ولو أسعفتنا بالمودَّةِ في الهوى، لأدنين إلفاً، أو شغلن رقيبا
وما كان يجفو ممرضي، غير أنه

|قلت: عمي. قال: فمن القائل؟

أتيناك، لا عن حاجةٍ عرضت لنا
إليك، ولا قلبِ إليك مـشـوقِ
ولكننا زُرنا بفضل حلـومـنـا
حماراً، تلقى برَّنا بـعُـقُـوقِ
قلت: جدي. قال: فمن القائل؟
ويلي علـى أحـور تـياه،
أحسن ما يلهُوه به الللاهي
أقبل في غيدٍ حكين الظِّبـا،
بيضِ تـراقِ أفـــواهِ
يأمرُ فيهنَّ وينـهـى، ولا
يعصينهُ من آمرٍ نـاهـي
حتى إذا أمكننـي أمـرهُ،

قلت: جدُّ أبي. قال: فمن القائل؟

ويح الكتابة من شيخٍ هبنَّـقةٍ،
يلقى العيون برأسٍ مخُّهُ رار
ومنتنِ الريحِ إن ناحيته أبـداً
كأنما مات في خيشُومه فارُ

قلتُ: أنا قال: والذي نفس فرعون بيده، لا عرضتُ لك أبداً، إني أراك عريقاً في الكلام. ثم قلَّ واضمحلَّ حتى إنَّ الخنفساء لتدوسُه، فلا يشغل رجليها. فعجبتُ منه، وقلت لزهير: من هذا الجني؟ فقال لي: استعذ بالله منه، إنه ضرط في عين رجلٍ فبدرت من قفاه، هذا فرعونُ ابن الجون. فقلتُ: أعوذُ بالله العظيم، من النار ومن الشيطان الرَّجيم! فتبسَّم زهيرٌ وقال لي: هو تابعةُ رجُل كبير منكم، ففهمتها عنه.