رسالة ابن فضلان (ت. سامي الدهان) /عند الغزية
۹۱ AMAZONGKH ERE رحلة ابن فضلان - عند الغزية V عند فَلَمَّا قَطَعْنَاء أَفْضينا ) إلى قبيلة من الأتراك يعرفون بالغزية ) . وإذا العربية ] هم بادية ، لهم بيوت شعر ، يحلون ويرتحلون ، ترى منهم الأبيات في مكان ، ومثلها في مكان آخر، على عمل البادية وتنقلهم ، وإذا هم في شقاء . وهم مع ذلك كالحمير الضالة لا يدينون الله بدين ولا يرجعون إلى عقل، وَلا يعبدون شيئًا ، بل يسمون كبراءهم أرباباً ، فإذا استشار أحدُم رئيسه في شَيْءٍ قال له : « يا رَبِّ إيش أعمل في كذا وكذا ؟ » ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بينهم (۳) غير أنهم متى أتفقوا على شيءٍ وَعَزموا عَلَيْه ) جاء أرذلهم وأخسهم فنقض ما قد أجمعوا ) عليه (1) في المخطوطة : ( فلم قطعنا واقضينا » وهي تصحيف صو بناه. (٢) في ياقوت ١ / ٨٤٠ : « وذكر أحمد بن محمد الهمذاني عن أبي العباس عيسى بن محمد المروزي قال : لم نزل نسمع بالأمم التي من وراء النهر وغيرها من الكور الموازية لبلاد الترك الكفرة العزية، والتفز غزية والخولجية » - وفي الاصطخري ، طبعة ليدن ص ٩ : « وديار الأتراك متميزة . فأما الغربة فان حدود ديارهم ما بين الخزر وكياك » - وفي دائرة المعارف الاسلامية ٢ / ۱۷۸ البرتولد أن الغز سكنوا منذ القرن الرابع قرب بخارا ومشوا على أطراف الفولنا وإلى الدانوب ، وعمروا شرقي أوربة والسلجوقيون جاءوا من الفز (۳) انظار القرآن الكريم سورة شورى ٤٢ / ٣٨ وتمامها : « والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم و ما رزقناهم ينفقون » . (٤) وفي الأصل : « ثم جاء ، فحذفنا « ثم » (٤) في الأصل وفي وليدي : « ما قد جمعوا » فرأينا أن نرسمها كما ترى . وسمعتهم يقولون: ( لا إله إلا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، تَقَرُّباً بهذا القول ) [ ٢٠٠ و] إلى من يجتاز بهم من المسلمين إلا اعتقاداً لذلك المسلمين إلا اعتقاداً لذلك. وإذا ظلم أحد منهم أو جرى عليه أمر يكرهه ، رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ ، وقال : بير تنكري » وهو بالتركية « الله الواحد ١ ، . لأن « بير » بالتركية : » واحد » ؛ وتنكري : «الله» بلغة الترك. ولا يستنجون من غائط ولا بول ؛ ولا يغتسلون من جنابة ولا غير ذلك . وليس بينهم وبين الماء عمل ، خاصة في الشتاء . ولا يَسْتَتِرُ نساؤهم من رجالهم ولا من غيرهم . وكذلك لا تستر المرأة شيئاً من بدنها عن أحد من الناس .
ولقد نزلنا يوماً على رجل منهم فجلسنا ، وامرأة الرجل معنا ، فبينا هي تحدثنا إذ كشفت فرجها وحكته ٢. ونحن ننظر إِلَيْها فَسَتَرْنا وجوهنا ، وقُلْنا : « أَسْتَغْفِرُ اللهَ » فضحك زوجها ، وقال للتَّرْجُمان : «قل لهم تكشفه بحضرتكم فترونه وتصونه ٣ فلا يُوصَلُ إليه ، هو خَيْرٌ مِنْ أن تغطيه وتمكن منه» . وليس يعرفون الزنا . وَمَنْ ظَهروا منه على شيء من فعله شقوه بنِصْفَيْن . وذلك أَنهم يَجمعون بين أغصان شجرتين ، ثم يشدونه بالأغصان، ويُرسلون الشجرتين فينشق الذي شد إليهما ٤.
وقال بعضُهم ، وسمعني [ أقرأ ] ٥ قرآنا ، فاستحسن القرآن، وأقبل يقول للترجمان قل له : « لا تسكت » . وقال لي هذا الرجل يوماً على لسان الترجمان : « قل لهذا العربي : أَلربنا عز وجل أمرأة ؟ ! فاستعظمتُ ذلك ، وسبحت الله ، واستغفرته ؛ فسيح واستغفر كما فعلت . وكذلك رسم التركي كلما سمع المسلم يسبح ويهلل قال مثله .
ورسوم تزويجهم، وهو أن يخطب الواحد منهم إلى الآخر بعض حرمه ، إما٦ ابنته أو أخته أو بعض من يملك أمره ، على كذا وكذا ثوب خوارزمي ، فإذا وافقه ٧ حملها إليه ، وربما كان المهر جمالاً ٨ أو دواب أو غير ذلك . وليس يصل الواحد إلى امرأته حتى يوفي الصداق الذي قد واقف وليها عليه ، فإذا وفاه إياه جاء غير تختيم حتى يَدْخُلَ إلى المنزل الذي هي فيه ، فيأخذها بحضرة أبيها وأمها وإخوتها ، فلا يمنعونه من ذلك. [ ۲۰۰ظ] وإذا مات الرجل وله زوجة وأولاد تزوج الأكبرُ مِنْ وَلَدِه | بامرأته إذا لم تكن أمه . ولا يقدر أحد من التجار ولا غيرهم أن يغتسل مِنْ يَعْتَسِلَ جنابة بحضرتهم إلا ليلاً من حيث لا يرونه وذلك أنهم يغضبون .
- « هذا يريد أن يسحرنا لأنه قد تَفَرَّسَ (۱) في الماء » ،
ويقولون : ويغرمونه مالاً ولا يقدر أحد من المسلمين | أن يجتاز ببلدهم حتى يجعل له منهم صديقا ينزل عليه ، ويحمل له من بلد الإسلام ثوباً ، ولا مرأته مقنعة ) ، وشيئاً من فلفل ، (۱) في الأصل : « تفرس » بالفين بعد التاء ، وصوابها مارسمنا ، وافوس الرجل إذا تنبت وتأمل ونظر ، في الأصل (۲) في المخطوطة « أحدهن من » وهو سم و من قلم الناسخ حين رسم « من » زائدة فحذفناها (۳) المقنعة : غطاء من قماش يحمله الرجل والمرأة على رأسها ، ولعلها برقع على وجه النساء ، كا في معجم الملابس الدوزي ٣٧٧ - وفي ابن بطوطة طبعة باريس ٢ / ٣٨٨ في الحديث عن البلغار في القولغا ، قوله : « وعلى رأس الوزيرة والحاجية مقنعة حرير مزركشة الحواشي بالذهب والجوهر ج . ( ٤ ) يقول ياقوت عن الفلفل ٣ / ٤٠٣ : « فشاهدت نباته ، وهو شجر عادي لا يزول الماء من تحته ، فاذا هبت الريح تساقط حمله » وما يزال الفلفل يستعمل إلى اليوم ٩٥ GAMINIMIA LAHI AURIHIARS رحلة ابن فضلات - عند الغزية ، (1) وَجاوَرس ، وزيب ، وجُوز ، فإذا قدم عَلَى صديقه ضرب له قبة وحمل إليه من الغنم على قدره ، حتى يتولى المسلم ذبحها لأن الترك لا يذبحون وإنما يضرب الواحد منهم رأس الشاة حتى تموت .
وإذا أراد الرجل منهم الرَّحيل (۳) وقد قام عليه شيء من جماله ودوابه أو أحتاج إلى مال ترك ما قد قام عند صديقه التركي ، وأخذ من من جماله ودوابه وماله حاجته، ورحل . فإذا عاد من الوجه الذي يقصده قضاء ماله ، ورد إليه جماله ودوابه وكذلك لو أجتاز بالتركي إنسان لا يعرفه ثم قال : « أنا ضيفك ، وأنا أريد من جمالك ودوابك ودراهمك » دفع إليه ما يريد . فإن مات التاجر في وجهه ذلك ، وعادت القافلة لقيهم التركي ، وقال : « أين ضيفي ؟ » فإن قالوا : « مات » حط القافلة ، ثم جاء إلى أنبل تاجر يراه فيهم ، فَحَلَّ متاعه وهو ينظر ، فأخذ من در اهمه مثل ماله عند ذلك التاجر بغير زيادة ، وكذلك يأخذ حَبَّة من دوابه وجماله ، وقال : « ذلك ابن عمك ، (۱) القبة : بالضم - بناء سقفه مستدير مقصر ، معقود بالحجارة أو الآجر على هيئة الخيمة ، جمعها قباب وقبب. (۲) في الأصل بالمخطوطة : « الرجل ، وهي تصحيف بلا شك فلا معنى لها ، وانما صوابها مارسمنا لأن الجملة بعدها تفسر المراد حين يقول : « ورحل » . وأنت أحق من غُرمَ عنه » وَإِنْ فَر فعل أيضا ذلك الفعل ، وقال له : « ذلك مسلم مثلك ، خذ أنت منه ». وَإِنْ لم يوافق المسلم ضيفه
في الجادة٩ ، سَأَل عن بلاده١٠ : « أين هو » فإذا أرشد إليه سار في طلبه مسيرة أيام حتى يصير إليه ، ويرفع ماله عنده ، وكذلك ما يُهديه له.
[٢٠١و]
وهذه أيضاً سبيل التركي إذا دخل « الجرجانية » سأل عن ضيفه فنزل عليه حتى يرتحل. ومتى مات التركي عند صديقه المسلم ، واجتازت القافلة وفيها صديقه قتلوه ، وقالوا : « أنت قتلته بحبسك إياه ، ولو لم تحبسه لما مات ». وكذلك إن سقاه نبيذا١١ فتردى من حائط١٢ قتلوه به فإن لم يكن في القافلة عمدوا إلى أجل من فيها فقتلوه.
وأمر اللواط عندهم عظيمٌ جداً. ولقد نزل على حي « كوذرْ كين » وهو خليفة ملك الترك. رجل من أهل « خوارزم » فأقام عند ضيف له مدة في ابتياعِ غنم. وكان للتركي ابن أَمرد فلم يزل الخوارزميُّ يُداريه ويراوده عن نفسه حتى طاوعه على ما أَراد. وجاء التركي فوجدهما في بِنيانهِما، فرفع التركي ذلك إلى « كوذَركين » فقال له : « اجمَعِ التُّركَ» فجمعهم، فلما١٣ اجتمعوا، قال للتركي ١٤ : « بالحق تحب أن أحكم أم بالباطل » ؟ قال : « بالحق » قال : « أحضر ابنك »، فأحضره. فقال : « يجب عليه وعلى التاجر أن يقتلا جميعاً »، فامتعض التركي من ذلك، وقال : « لا أسلم أبني». فقال : « فيفتدي التــــاجر نفسه » فعل. ودفع للتركي ١٥ غنماً للفعل بابنه. ودفع١٦ إلى «كو ذركين » أربعمائة شاة لما رفع عنه، وارتحل عن بلد الترك.
فأول من لقينا من ملوكهم ورؤسائهم ينال الصغير١٧ – وقد كان أسلم – فقيل له : « إن أسلمت لم ترؤسنا (۱) » ؛ فرجع عن إسلامه . فلما وصلنا إلى الموضع الذي هو فيه ، قال : « لا أترككم تجوزون لأن هذا شي ما سمعنا به قط ، ولا ظننا أنه يكون » . فرفقنا به إلى أن رضي بخفتان جرجاني يساوي عشرة دراهم ، وشقة باي باف) ، وأقراص خبز ، وكف زيب، ومائة جوزة وهذا (1)- رسمهم فلما دفعنا هذا إليه سجد لنا إذا أكرمَ الرجلُ الرجل سجد له ، وقال : « لولا أن بيوتي (٤) نائية ) الطريق لحملت إليكم غنماً وبراً (4) ، وانصرف عنا وارتحلنا . عن فلما كان غد لقينا رجل واحد الأتراك ، دميم الخلقة ، رث من من الهيئة ، قميء المنظر ، خسيس المخبر ، وَقَدْ أَخَذَنا مَطَر شديد فقال : « قفوا » . فوقفت القافلة بأسرها - وهي نحو ثلاثة آلاف دابة وخمسة آلاف رجل – ثم قال : « ليس يجوز منكم أحدٌ » . فوقفنا طاعةً ۲۰۱] لأمره . فقلنا له : « نحن أصدقاء كوذركين » . فأقبل || يضحك ويقول : مَنْ كو ذركين ؟ أنا أخرى () على لحمية كوذركين ١٠ .. ثم قال : (۱) رؤس الرجل يرؤس رئاسة كان رئيساً . ولعل صوابها : « لن ترؤسنا » . (۲) في الأصل : « باي تاف » وهو خطأ ، والباي ياف : لباس المرأة ، ، وفي أحسن التقاسيم للقدسي ، ط . أوربة ، ص ۳۲۳ : « وأما التجارات فترتفع من نيسابور ثباب البيض الخفية والبيباف ، والعمائم الشجانية الحفية والمقانع » . (۳) في المخطوطة : ( بيوتي نايبة » وهي مصحفة ، وصوابها ما وضعناه (٤) السير : بالضم - القمح ، والواحدة برة . (ه) في الأصل : « أما أخرى ، وصوابها ما كتبنا . . «يكند » : يعني الخبز بلغة خوارزم فدفعت إليه أَقراصاً فأخذها وقال : مروا قد رحمتكم
فال : وإذا مرض الرجل منهم ، وكان له جوار وعبيد خدموه ولم يقربه أحد من أهل بيته ، ويضربون له خيمة ، ناحية من البيوت ، فلا يزال فيها إلى أن يموت أو ييراً ، وإن كان عبداً أو فقيراً رموا به في الصحراء وارتحلوا عنه (۲) و إذا مات الرجلُ منهم حفروا له حفيرة كبيرة كبيئة البيت وعمدوا إليه فألبسوه قرطقه (۱) ومنطقته وقوسه (٣) ... وجعلوا في يده قدحاً من خشب فيه نبيذ ، وتركوا بين يديه إناء من خشب فيه نبيذ . وجايوا بكل ماله فجعلوه معه في ذلك البيت . ثم أجلسوه فيه فسقفوا البيت عليه ، وجعلوا فوقه مثل القبة من الطين ، وعمدوا إلى دوابه على قدر كثرتها ، فقتلوا مِنْها مئة رأس إلى مائتي رَأْسِ إلى رأس واحد ، وأكلوا لحومها إلا الرأس والقوائم والجلد والذنب ، فإنهم يصلبون ذلك على الخشب. وقالوا : هذه دوابه يركبها إلى الجنة ) . فإن كان قتل إنساناً وكان شجاعاً نحتوا (۱) في الأصل : « فرطته » وهو تصحيف . (۲) بعد هذه الحكامة بياض في المخطوطة قدر كلمة . صوراً من خشب على عدد من قتل ، وجعلوها على قبره ، وقالوا : « هؤلاء غلمانه يخدمونه في الجنة » ! .. وربما تغافلوا (1) على قتل الدواب يوماً أو يومين ، فيحتهم (۳) شيخ من كبارهم فيقول : « رأيتُ فلاناً - يعني المنيت - في النوم فقال لي : هو ذا تراني وقد سبقني أصحابي وشققت (۳) رجلاي من اتباعي لهم ، ولستُ ) ألحقهم ، وقد بقيت وحدي » . فعندها يعمدون إلى دوابه فيقتلونها ويصلبونها عند قبره. فإذا كان بعد يوم أو اثنين جاءهم ذلك الشيخ وقال : وقد رأيتُ فلاناً وقال : عرف أهلى وأصحابي أني قد و لحقت () من تقدمني ، واسترحت من التعب »
والترك كلهم ينتفون لحام إلا أسبلتهم ) . وربما رأيت الشيخ ) (1) كذا في الأصل ، ولعلها « عن قتل » . (۲) في الأصل : « فحتهم » - وفي طبعة وليدي : « فحتهم » ولعلها كما رسمنا . الهرم (۳) يرى المستشرق انجري أن تكون : «شعفت » وشعفت الرجل خرجت بها الشفعات ، وهي قرحة في أسفل القدم - ولكننا لانرى وجوباً لذلك (٤) في الأصل : « وكسب » . (ه) في المخطوطه : « لحقتهم » وهي من الناسخ ، صوبناها . (1) أسبلة وسبال : جمع سبلة ، وهو الشارب . منهم، وقد نتف لحيته وترك شيئاً منها تحت ذقنه وعليه البوستين . فإذا رآه إنسان من بعد لم يشك أنه تيس .
وملاك الترك الغزية يقال له : « ييغو ) وهو اسم الأمير ، وكل من [٢٠٢د] ورد » ملك هذه القبيلة فبهذا الاسم يُسمى ، ويقال لخليفته «كوذركين » ، وكذا كل من يخلف رئيساً منهم يقال له : «كو ذركين » . . (۲) ثم تركنا بعد ارتحالنا من ناحية هؤلاء بصاحب جيشهم، ويقال له : « أترك بن القطعان » ، فضرب لنا قباباً تركية ، وأنزلنا فيها ) وإذا له ضبنة (1) وحاشية ، وبيوت كبيرة . وساق إلينا غنماً ، وقاد ) دواب ، لنذبح الغنم ونركب الدواب ، ودعا هو جماعة (1) أهل بيته من وبني عمه فقتل لهم غنماً كثيرة . وكنا قد أهدينا إليه هدية من ثياب، وزيب ، وجوز ، وفلفل ، و جاورس ، فرأيت امرأته وقد كانت امرأة أبيه ، وقد أَخَذَتْ لحما ولبنا (1) يبغو القب الكثير من ملوك الأتراك ملك الغزية - انظار مفاتيح العلوم ص ٧٣ حيث يقول ان جبويه هو (۲) في الأصل صاحب جيشهم » فأضفنا الباء في مفاتيح العلوم . (۳) في الأصل : « وأنزلنا فيه » . - وفي طبعة وليدي عند صاحب » . وهو سبائى (٤) كلمة لم تنقط في الأصل ، فلماها : « صبية » أو لعلها : « ضبتة » وهي على وزن فرحة ، العيال يضطينهم الرجل في كنفه وناحيته ، يقال خرج في ضبنته أي في أهله وعياله . ( ه ) في الأصل : « وقادوا دراباً » واملها كما رسمنا . ( ٦) في الأصل : « وجماعة » . ۱۰۲ رحلة ابن فضلان - عند الغزية وشيئاً مما أتحفناه ) به ، وخرجت من البيوت إلى الصحراء فحفرت حفيرة ودفنت الذي كان معها فيها ، وتكلمت بكلام ، فقلتُ للترجمان : « ما تقول » ؟ قال : « تقول هذه هدية للقطعان أبي) أترك ، أهداها (۳) له العرب » . فلما كان في الليل دخلتُ أنا والترجمان إليه وهو في قبته جالس ، ومعنا كتاب نذير الحرمي ) إليه ، يأمره فيه بالإسلام ويحضه عليه ، ووجه إليه خمسين ديناراً ، فيها عدة دنانير مسيبية (1) (1), (0) ، وثلاثة مثاقيل مسك ، وجلود أديم وثياب مروية ، وقطعنا له منها قرطقين) وخف أديم ، وثوب ديباج وخمسة أثواب حرير ، فَدَفَمنا إليه هديته ودفعنا إلى امرأته مقنعة وخاتماً . وفرأتُ عليه الكتاب فقال للترجمان : « لست أقول لكم شيئاً حتى ترجعوا (۱) وأكتب إلى السلطان بما أنا عازم عليه » . ونزع الديباجة التي كانت عليه ليلبس الخلع - التي ذكرنا - فرأيتُ القرطق الذي (1) في الأصل : ( ألحفنا » فرأينا أن تكون : « أغفناء به » . (۲) في الأصل : « أبو اترك » . (۳) في الأصل : « أهدوها » نصو بناها . (٤) في الأصل هنا : « نذير الحرمين ، وهي سمو من الناسخ ، وقد مر بنا اسمه في صدر الرسالة وعلقنــــا عليه في الحاشية. (0) كذلك صحفت كلمة « مسيئة » وصوابها « مسيبية ، وقد مرت بنا وشرحناها . (٦) في الأصل : « وثوبين مروية» فأصلحناها ، وهي نسبة إلى مرو . (۲) في المخطوطة : « منهما قرطبين ، فصو بناها (۸) في المخطوطة : « حتى ترجعون » . ١٠٣ رحلة ابن فضلان - عند الغزية 11.1900 hein! F (1) تحتها و قد ] ) تقطع وسخاً ، لأن رسومهم أن لا ينزع الواحد منهم الثوب الذي يلي جسده حتى ينتثر قطعاً ، وإذا هو قد تتف لحيته كلها وسباله ، فبقي كالخادم . ورأيت الترك يذكرون أنه أفرسهم ولقد رأيت يسايرنا (۲) على فرسه إذ مرت وزة طائرة فأوتر قوسَه : يوماً وهو وحرك دابته تحتها ، ثم رماها فإذا هو قد أنزلها . 6 فلما كان في بعض الأيام وجه خلف القواد الذين يلونه وهم : طرخان ، وينال ، وابن أخيهما ، وإيلغز . وكان | طرخان أنبلهم وأجلهم، [٢٠٢ظ] وكان أعرج أعمى أشل ، فَقَالَ لَهُمْ : « إِنَّ هؤلاء رسل ملك العرب إلى صهري المش بن شليكي ) ، ولم يُخير لي أن أطلقهم إلا عن مشورتكم » . فقال طرخان : : «هذا شيء ما رأيناه قط ، ولا سمعنا به ، ولا اجتاز بنا رسول سلطان مذكنا نحن وآباؤنا (). وما أظن إلا أن السلطان قد (۱) زدناها للسياق - وفي طبعة وليدي : « تتقطع » . (۲) في الأصل : « وهو سايرنا » واحلها كما صوبة (۳) قطعت الكابات هنا وبقي منها ما غمض رسمه : « وان حمها و نظر » - فجعلناها كما تراءى لنا في قربه من اسم شهم التركية - وفي طبعة وليدي يقترح : « وابن اخته » . (٤) رأينا أن الناسخ رسم هذا الاسم في صدر الرسالة ( الحسن بن بالطوار » وعرفنا أن ياقوت رسمه كما جاء هذا ، وقد علقنا على أقوال العلماء فيه في الحاشية والمقدمة بما يغنينا عن الاعادة هنا - وفي ياقوت ٧٢٣/١ المس بن شلكي بلطوار » . (ه) ولعل هذا دليل آخر على أن بعثة ابن فضلان . هي الأولى من نوعها ، وأن رجالها هم أول من وطى البلاد وزارها من قبل بغداد . رحلة ابن فضلان - عند الغزية علينا والوجه أن أعمل الحيلة ووجه هؤلاء إلى الخزر ليستجيش بهم يقطع هؤلاء الرسل نصفين نصفين ونأخذ ما معهم . وقال آخر منهم : « لا بل تأخذ ما معهم وتركهم عُرَاةً يَرْجِعونَ مِن حيث جاءوا » . وقال آخر : «لا ، ولكن لنا عند ملك الحزر أسراء فنبعث بهؤلاء تفادي بهم أولئكَ » . فما زالوا يتراجعون بينهم هذه الأشياء سبعة أيام، ونحنُ في حالة الموت ، حتى أجمع رأيهم" على أن خفتان مرويا (۳) ، وشقتين يخلوا سبيلنا ونمضي . فخلعنا على « طرخان (۳) باي باف ، وعلى أصحابه | كل واحد " قرطقاً ، وكذلك على « ينال » . ودفعنا إليهم فلفلا وجاورس ، وأقراصاً من خبز . وانصرفوا عنا . ورحلنا حتى صرنا إلى « نهر يغندي » () فأخرج الناس سُفرهم ) (۱) في المخطوطة : ( أجمع دأبهم » وصوابها ما كتبنا . (۲) في الأصل خفتان مروي » وهي خطأ ، فأصلحناها من حيث النحو ، وهي نسبة كذلك إلى مرو - كما مر قبل قليل (۳) ناقصة أضفناها لتمام العبارة (٤) في الأصل : ( قرطق قرطاق » وحقها النصب . (ه) في المخطوطة : « نهر بغندي » - وهو نهر ياغندي أو يندى كما في مقالة المستشرق فواى ص ٢٦ اذ يره Jagindi وهو الآن نهر زايندي Zayindi ، فرع لنهر كيم Emba - انظر تعليق الطبعة الروسية ص ١٠٠ . (٦) قلنا أن السفر هي جمع سفرة ، المركب أو السفينة ، وعلقنا بأنها مصنوعة من جلود الجمال . كما يقول ابن فضلان نفسه هنا - انظر استعمال السفر في الكامل لابن الأثير ٣٣٤/٩ ( سنة ٥٦١٧ ) . ١٠٥ رحلة ابن فضلان - عند الغزية MODEL (OAP2001 CE وهي من جلود الجمال فبسطوها ، وأخذوا بالأثاث من الجمال التركية لأنها مدورة فجعلوها في جوفها ، حتى تمتد ، ثم حشوها بالثياب والمتاع ، فإذا امتلأت جلس في كل سفرة جماعة من خمسة وستة وأربعة ، وأقل وأكثر، ويأخذون بأيديهم خشب الخدنك ) فيجعلونه كالمجاديف، ولا يزالون يجد فون والماء يحملها وهي تدور حتى نعبر . فأما الدواب والجمال فإنه يصاح بها فتمبر سباحة ، ولا بد أن تعبر جماعة . قبل أن يعبر شيء من من المقاتلة ومعهم السلاح ، القافلة ، ليكونوا طليعة للناس خيفة (۳). الباشغرد » (٤) أن يكبسوا الناس وهم يعبرون . فمبرنا » يعندي » على هذه الصفة التي ذكرنا . ثم عبرنا بعد ذلك (°) نهراً يقال له « جام » (٥) في السُّفَر أيضاً ، ثم عبرنا ( جاخش » « A (٦) (۱) في الأصل : « بالاناث : ولا معنى لها ، فلعلها: «بالات » أو لعلها كما وضع وليدي: « بالأثاث من الجمال » . (۲) شجر الحدنك : هو الحور الأبيض كما في دوزي ، Peuplier . (۳) في الأصل الخطوط : « خليفة من الباشقرد » ولا نجد لها معنى ، وانما نقترح أن تكون « خيفة من الباشغرد » تمشياً مع السباق ، وهو الخوف من قوم الباشغرد . (٤) يقول ياقوت ٤٦٨/١ ، أن الباشترد هم باش جرد أو باش فرد ، من الأتراك ، وهم شر هذه الأقوام ثم يتحدث عنهم فينقل عن ابن فضلان كما سنرى بعد قليل - (ه) بری فراي انه « نهر جي » Gim وسنأخذ عنه تحقيقاته في الأنهار التالية ا جاء في مقاله بالا : - كيزية من ٢٦ (٦) هو نهر جير a Sagir. أذل ) ، ثم « أردن » ) ، ثم « وارش» ثم «أختي ، ثم « وتباه . >> وهذه كلها أنهار كبار .
- ↑ (۱) في الأصل المخطوط : « بالله بالواحد » وليس في الجملة التركية حرف جر ، فاعلها « الله الواحد»
- ↑ نحن نستفظع اللفظة لهذه الأيام، ولكن القدماء فيما ظهر لنا لم يكونوا على مثل نظرتنا، لذلك أبقيتا ما جاء في النص ، أمانة ، وعملاً بأنه لا حياء في الدين .
- ↑ في الأصل : «وتصونه» – ويقترح وليدي أن تكون : « وتصونونه » .
- ↑ في الأصل : شيالها ، ولعلها كما وضعنا
- ↑ أضفنا الفعل للسياق .
- ↑ في الأصل المخطوطة : « أنا ابنته » وهي تصحيف من غير شك وصوابها : « إما » .
- ↑ في الأصل المخطوط كذلك : فاذا وافاه » ولعلها : « فاذا وافقه » « أو واقفه » أو لعله يريد أن يقول : « فاذا وافاه بما طلب » ، أو « وفاه ماطلب » .
- ↑ أخطأ الناسخ في النحو فجعلها « جمال » فصو بناها .
- ↑ يرى أحد المستشرقين أن تكون الكلمة هنا : « في انجاده » ، ولكن الجملة واضحة تعني أن المسلم لم يوافق في طريقه أو في قافلته ضيف التركي.
- ↑ في الأصل : « سأل عن ثلاثة » ولا معنى لها ، فارتأى أحد المستشرقين أن تكون : « سأل عن نائبه أو فلاته أو سائسه ». ولكننا ترى ما وضعنا أقرب للسياق.
- ↑ النبيذ : ما نبذ من عصير ونحوه ، سمي به لإنه ينبذ أي يترك حتى يشتد ويلقى في الجرة حتى يغلى جمعه أنبذة – وفي التاج : « يقال للخمر المعتصر من العنب نبيذ ».
- ↑ تردی : سقط.
- ↑ في المخطوطة : « فيا » وصوابها ما رسمنا.
- ↑ في الأصل : « قال التركي، والصواب أن يكون القائل كوذر كين للتركي، والسياق يدل على ذلك في الجملة بعدها.
- ↑ وهنا في الأصل : « ودفع التركي » وصوابها أن الذي دفع هو الخوازومي.
- ↑ في الأصل : « ورفع إلى » وامل صوابها : « ودفع » والذي بعث الاضطراب في النص هو تكرار كلمة « رفع »
- ↑ هو في تواريخهم : « كوجوك ينال » - وهو ولي العهد - انظر مفاتيح العلوم للخوارزمي ص ٧٣.