انتقل إلى المحتوى

رسالة ابن فضلان (ت. سامي الدهان) /أهمية الرحلة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: مطبوعات المجمع العلمي العربي - دمشق (1959)، الصفحات 25–34


 

وصف الرحلة


     وفي الرسالة تفصيلات دقيقة على إيجازها وقصرها، تحدّد لنا تاريخ الرحلة وأيامها وخطتها وسيرها، وتتيح لنا أن نرسم الطريق الذي مرت فيه، والأوقات التي قضتها في كل مدينة وقرية، وعند كل نهر أو مفازة.

     فقد رحل الوفد من بغداد يوم الخميس ۱۱ صفر ٣٠٩ هـ (الموافق ٢١ حزیران ۹۲۱) وظل يصعد شرقاً وشمالاً ماراً بإقليم الجبال، فهمذان فالرّي قرب طهران اليوم، وعبر نهر جيحون، فبلغ إلى بخارى، ثم أوغل في البراري والبوادي حتى وصل إلى الفولغا، عند ملك الصقالبة، يوم الأحد ۱۲ محرم ۳۱۰ هـ (الموافق ١١ أيار ۹۲۲)، فاستغرقت رحلته أحد عشر شهراً في الذهاب، لاقى خلالها مصاعب كثيرة وأهو الاً مذهلة، وصفها ابن فضلان وصفاً جميلاً بارعاً يضعه في الصف الأول من الرحالة الأدباء.

     فقد ذكر أنه تنكر في القافلة قبيل نيسابور خوفاً على نفسه ثم دهمه الشتاء في الجرجانية على نهر جيحون، فإذا باب من الزمهريز قد فُتح، وإذا الريح عاصف شديدة، فإذا خرج من الحمَّام الى البيت جمدت لحيته فأصبحت قطعة واحدة من الثلج، وإذا هو يبيت في بيت داخل بيت، ويتدثّر بالأكسية والفراء، ومع ذلك يلتصق خده على المخدة لشدة البرد. وحين أوغل في بلد الترك لقي الضر والبرد حتى أشرف على التلف فيمن معه. ولقيه واحدٌ من قطاع الطرق فأوقف القافلة بأسرها وهي نحو ثلاثة آلاف دابة وخمسة آلاف رجل، فنجا منه بالهدية والحسنى الأنهار في جهد جهيد والغرق يتهدّده مع القافلة كلها. وعبر

     وهو على هذه الأخطار التي واجهته، والدسائس التي تربصت به، والمشقة الطويلة التي عاناها، كان شديد الايمان بالله، عظيم التمسك بدينه وأخلاقه وتقواه لا يخون الأمانة ولو خانها رفاقه، ولا يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوال الرسالة، فتراه يضرع إلى الله أن ينجيه من شرّ ما يلقاه، ويبرأ إليه من شرور الناس الذين يراهم في طريقه. يتقزز من القذارة والأوساخ والاسلام أمر بالنظافة وجعلها من الإيمان، ويهوله أن يرى النساء إلى جانب الرجال ، بل يفزعه أن يراهنَّ في عرى مخجل فيدعوهنَّ إلى التستر1، فإذا شاهدهن في الماء بغير ثياب طار صوابه، وفزع إلى الله من شر الكفر الذي كان يسمعه من الكفار في سبيله. وكم تلفت إلى أمور الدين وهو في أشد المواقف خطراً، فنعى على القوم أنهم «لا يستنجون من غائط ولا بول ولا يغتسلون من جنابة2»، وكم ستر وجهَه حين تكشف النسوة عن عوراتهن. وكان يرتجفُ لسماع أسئلة ملؤها الكفر، فيستغفر الله لسائله حين يقول له «ألربنا عز وجل امرأة؟» ولفت نظره أن الرجال هناك ينتفون لحاهم ويرسلون سيالهم فشبههم بالتيوس . وغمّه أن يسجد أقوام لخشب ينحتونه على أشكال مخزية، أو أن يتخذوا أرباباً كثيرة، فيتلو للحال آية الله الكريمة: «تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً» وساءه أن تعبد طائفة من الطوائف سمكاً أو حيَّات أو كراكي.

      بل إنَّه ليتمسَّكُ بالدّين و تقاليد الإسلام، فيأمر الملكَ برد السلام على أمير المؤمنين، ويمنعه من تسمية نفسه بالملك، لأن الله هو الملك وإنما يستطيع أن يلقب نفسه بعبد الله وأورد في ذلك حديثاً للنبي صلوات الله عليه في هذا الصدد ثم إنه يأمر المؤذن بإفراد الإقامة وكان يثنيها إذا أذن، حتى لقد عرف الملك شدة تقواه فسمّاه «أبا بكر الصديق» وآثره وقَرَّبه وباعد أصحابه، وقد اعترف بأن رجلاً أسلم على يديه وكان اسمه «طالوت» فسمَّاه «عبد الله3» وأسلمت امرأته وأمّه وأولاده فسمّوا كلهم باسم «محمد» وعلَّم الرجلَ سورَ القرآن القصار، فكان فرحه بذلك أكثر من فرحه إذا صار له ملك الصقالبة.

      ويطول بنا الأمر إن رحنا نستعرض ما في الرسالة من تمسك ابن فضلان بدينه، وفرحه لشعائر الإسلام، وغضبه لانتهاك حرمة المسلمة حين ذكر أن ملك الخزر اليهودي يغصب المسلمة الروسية على الزواج منه. وذلك كثير في الرسالة يشير إلى أن الرجل قام بمهمته في الدعوة للدين والتبشير به خير قيام، فقد وفد لهذا، وذكر أن البعثة كانت تريد تفقيه الشعب هناك بالدين في جملة مهماتها. ونظن أنه إنما فصّل الأمر في إحراق الروس أنفسهم، وإحراق جارية مع الميت، كان لكرهه ذلك، وغضبه من مرأى الجارية يتناولها الفجار من أصحاب الميت في أوضاع يأباها الإسلام والدين والذوق.

*
* *

      والعجب أشد العجب في هذه الرسالة، يخطّها رجل فقيه، فيجيد في الوصف على أروع ما يجوّد فيه الأدباء، يصوّر ما يجول في نفسه من مشاعر الفرح والغبطة والخوف والفزع، والعجب والدهشة، فيقربنا من المشاهد التي رأى تقريب أديب أريب لا فقيه مبشّر. ولولا أنه ذكر مهمته وألح على بيانها، وأكثر من النصح والنهي، لسلكناه في الأدباء والقصاصين فحسب، وذلك لبراعة قلمه وحسن بيانه وجودة عبارته، وشدة أسره، وعظيم إيجازه في التعبير، ودقته في اللفظ وانسيال الجمل على قلمه في سهولة ويسر، وفي تتابع من غير تقطيع ولا استطراد. فلم نقع على تقعّر في المفردات، ولا تكلّف في الإنشاء، فأسلوبه من السهل الممتنع وبيانه من الإيجاز بحيث يقع في صدور الكتّاب وفي طليعة المنشئين. وأما رسالته من حيث المنهج فهي أشبه بالقصة، تتماسكُ حلقاتُها وأحداثُها، كرواية متشابكة متصل أولها بآخرها.

      وهو على إيراده الأرقام والأعداد في ذكر التواريخ والمسافات والأبعاد والأيام، لا يبتعدُ عن أسلوب الأديب، ولا يتقرَّب من أسلوب الجغرافي. فلا ترى له ذكراً لدرجات الطول والعرض ومواقع البلدان، ودرجات الحرارة وموازنة الأقاليم بعضها ببعض كما يصنع الجغرافيون. ويعتمد في حكايته للأحداث التي مرت به والأشخاص الذين لقيهم على المحاورة المباشرة، كقصة كتبت لأيامنا وهذا سر نجاحه في رسالته، وسرّ الإعجاب بها والعكوف عليها، حين اتخذها المستشرقون موضعاً للترجمة والنقل فرأوا فيها قطعة من الأدب الرائع في الرحلة.

     وقد أفاده أدبُ القرآن والحديث في أسلوبه، فأقتبس منهما من غير أن يتكلَّف ذلك، كأنه تشبَّع به فسال بيانُه مُشرقاً متيناً لا ضعف فيه ولا انحطاط. فإذا بدا بعضُ التفكك في هذه النشرة فمردَه إلى حال النسخة وتصحيفها وإلى الترقيع الذي أدخل عليها في التصحيح، فالثوب الرائع لا يصلح رتقه إلاّ الناسج الرائع. وأنى لبياننا أن يصلح من بيانه ما أفسد الدهر والنّساخ.


أهمية الرحلة:


     يقول المستشرق الأستاذ «فرمن» حين قَدّم لدراسة ابن فضلان في الألمانية إن تاريخ روسية وما جاورها في العصور القديمة غير معروف وهو ما يزال غامضاً مبهماً في أكثر نواحيه لم يضىء من جوانبه أحد من الأوربيّين. وفي زمن نسطور «Nestor» كتب عن البزنطيين والفرنك والسكاندنافيين ولكن ما كتب لم يتوسع في أخبار الروس. فإذا كان الغرب قد أغفل روسية فإن العرب والشرقيين تحدَّثوا عنها، فألقى الغرب أنواراً كثيرة على تاريخ الغرب القديم، وأدلى بمعلومات نافعة وخاصة عن البلغار وروسية في عهدها البعيد، وبذلك فتح العرب عيون الغرب على معلومات في الكون عجيبة من أقصى الهند والصين إلى المحيط الأطلسي. فقد كتبوا عن مجاوريهم في حدود واسعة، ووصفوا الهند والنيجر والفولغا. وذلك لأن تعاليم الدين الاسلامي توحي بطلب العلم وتفرضه وتطلب السعي إليه.

     ذلك ما قاله المستشرق منذ مائة عام في فضل العرب على الغرب من حيث كتب الرحلة، أثبتناه، لنبيّن أهمية ما كتبه الأجداد، وفيهم ابن فضلان، ولنشير إلى يدهم في الكتابة عن أقطار الغرب، وعن روسية خاصة. فالقوم لا يعرفون من تاريخها القديم كبير أمر. فلما وقعت إليهم رسالة ابن فضلان فرحوا بها لأنها تسدّ ثغرة كبيرة في الحديث عنهم لماضيهم البعيد، ولعلها وحدها تنير صفحات واسعة في حياتهم، وتتحدّث عن معيشتهم في أمانة ودقة وتوفيق.

     ونحن لا ننظُر إلى الرسالة من هذه الناحية فحسب، وإنما نرى أنَّ الرجل قد صوّر الرحلة والعادات والتقاليد والحياة والأخلاق في ذلك العصر، في مختلف المناطق التي مر بها أو قام فيها، فلم يغفلْ كثيراً ممّا يحتاج إليه ذلك الزمان، وكان دقيق الملاحظة، يسجّل أكثرَ ما يرى السائح، وينقل إليه ما يدورُ خلالَ السياحة من حوار ودسائس، ويصفُ الحكّام والأمراء ورجال الشعب على حدّ سواء ويرسم الهيئات والوجوه على إيجاز الرسالة وقصرها.

     مرّ ببخارى فوصف الدراهم الغطريفية وتركيبها وقيمتها، وفعل مثل ذلك حين وصل إلى خوازرم فوصف دراهمها وتركيبها وتسميتها بالطازجة ورسم وحشية أهلها وصوّر كلامهم بأنه أشبه شيء بصياح الزرازير، كما صور كلام قرية قريبة بأنه أشبه شيء بنقيق الضفادع فبيّن حال الأجنبي حين يسمع لغة لم يألفها سمعه، فحار في تشبيهها ورسمها. ورسم اللباس في البلاد التي مرّ بها، وقرب إلينا أشكاله حتى ليستطيع الرسام أن ينقل منه صوراً لأزياء البلاد في ذلك الزمان، عن رحالة شاهد بعينه وصوّر بقلمه، وأسماء الألبسة مهمة جداً لمن يريد أن يدرس الحياة الاجتماعية والبشرية.

     وأما عاداتُ تلك الشعوب في عيشها وحديثها وتدّينها فقد أحسن في بسطها فشرحَ حالَ الزواج والمهر وشروطه، وأوضاع السكنى والمأكل والمشرب ووفاء الدَّيْن وحالَ المدين، والضيافة واستقبال الزائرين والغرباء ومراسم ذلك كله في هذه الأصقاع.

     والمهم في هذه الرسالة أنه خصّ بلاد البلغار والروس بوصف محيط دقيق وصف الصقالبة فأفاض في مراسم الاستقبال، وفي عيش القوم، وجلوس المليك وطريقة الأكل مما يخالف حياة العرب ومأكلهم. ووصف المائدة. وقد جلس مليكهم فأخذ سكيناً، وقطع لقمة من اللحم المشوي وأكلها، ثم دفع قطعة إلى غيره، فلا يمد أحد يده إلى الأكل حتى يناوله الملك قطعته. وكان كلّ يأكل من مائدته لا يشركه فيها أحد، ولا يتناول من مائدة غيره شيئاً.

     ووصفَ قصرَ اللَّيْل وطول النهار في تلك البلاد، حين حار في تأدية صلاة المغرب مع صلاة الصبح وقرب طلوع الفجر. وذكر أن القوم يأكلون لحم الدابة وأنهم لا يجدون موضعاً يجمعون فيه الطعام، فيعمدون إلى آبار يحفرونها في الأرض ويجعلون فيها الطعام، ولا تمضي عليه أيام حتى يتغير وينتن. وليس عندهم زيت أو شيرج وإنما يستعملون زيت السمك. ثم ذكر أن القوم يلبسون القلانس ، ويرفعونها عن روؤسهم حين يمر بهم الملكُ ويجعلونها تحت آباطهم، وينهضون له واقفين، فاذا جاوزهم ردوا القلانس إلى الرؤوس. وأنهم يحيون الملك بمثل ذلك، حين الدخول عليه، ويحنون له الرؤس وينتظرون الاذن بالجلوس. وذكر أَنهم ينزلون إلى النهر فيغتسلون رجالاً ونساء وهم عراة، وقانونهم في الزنا شديدٌ فهم يقطعون المجرم بالفأس من رقبته إلى فخذيه.

ودفن الموتى عند المسلمين منهم يكون بعد الغسل بأن يحملوا الميت في عجلة، وأن يواروه اللَّحد، ويجعلون بعد ذلك سلاحه عنده حول قبره ولا يقطعون البكاء عليه سنتين.

ثم وصف الروس في أبدانهم فرأى أنهم شقر حمر، وأن الرجل منهم يحمل سيفاً وفأساً وسكيناً لا تفارقه. والمرأة تجعل على ثديها حقة مشدودة من حديد أو فضة أو نحاس أو ذهب على قدر غناها، وفي كل حقة سكينٌ مشدودة على الثدى، وفي عنقها طوق أو طوقان على قدر ثروتها كذلك. وقال إنهم يجتمعون على السكنى في بيت واحد عشرة أو عشرون ولكل منهم سرير يجلس عليه، وحياتهم الزوجية عجيبة مكشوفة لا حياء فيها ولا عار، على قذارة في الثياب والأبدان. فهم يغسلون وجوههم في طست واحد يطاف عليهم به يرسلون فيه كل ما يخرج من أفواههم وأنوفهم. وأنهم يسجدون لخشب ركزوه في الأرض. وقد صنع على شكل صور، يستشفعون إليه ويتضرعون وله يتصدقون. وفصل الأمر في الموت عند الروس تفصيلاً بارعاً ، فقد وقف على ذلك بنفسه وشاهده بعينه ، فقص علينا مارأى من موت روسي جليل . فقال إنهم جعلوه في قبر وسقفوا عليه عشرة أيام حتى فرغوا من قطع ثيابه . ثم سألوا جواريه من تموت معه ، فإذا كان يوم الحرق شربت الجارية وغنت ، وأحضرت إلى سفينة معدة لذلك الأمر . وأخرجوا الميت من قبره وجعلوا معه نبيذاً وفاكهة وطنبوراً ، وألبسوه أجمل الثياب الفاخرة وأدخلوه القبة ، وطرحوا بين يديه المآكل، ثم دفعوا الجارية بعد أن تودع صواحبها ، فخنقوها وقطعوا أضلاعها ، ثم أحرقوا الخشب تحت السفينة ، حتى أصبحت رماداً تذروه الرياح ، وغرسوا في موضعها خشبة عليها اسم الميت واسم ملك الروس .

ولا نستطيع أن نسرف في رواية ماجاء عند ابن فضلان وما قص من مشاهداته في بلاد الروس، فالرسالة بين الأيدي تفصل الدقائق وتوضيح الحركات في شكل دقيق لانراه في مصدر عربي أو غربي غيرها . ويستطيع المصور أن يتخذ من التفصيلات مادة للوحة الحرق عند الروس في ذلك الزمان ، لدقتها الشديدة ووضوحها البين . وقد استقى فنان روسي اسمه (هنري سميرادسكي١) من هذه الرسالة لوحة للدفن ، تزين اليوم أزهى متاحف الروس في لننغراد رفعت اسم ابن فضلان إلى مراتب الخلود والشهرة ، وأكسبت رسالته سمعة عالمية .

ونحن لا نريد بهذا أن نقول إن ابن فضلان وحده ذكر احراق الموتى عند الروس ، ولكننا نريد أن نشير إلى أنه وحده فصل الأمر ووصف الحرق وصف شاهد معاين . فالجغرافيون العرب في القرن الرابع ذكروا أن الروس كالهنود - يحرقون موتاهم ، فقال ابن حوقل : « والروس قوم يحرقون أنفسهم إذا ماتوا ويحترق مع مياسير هم الجواري منهم بطيب أنفسهن ، كما يفعل بغانة وكوغة ونواحي بلاد الهند » وقال المسعودي ٢ : « فأما من في بلاده من الجاهلية فأجناس منهم صقالبة وروس وهم في أحد جاني هذه المدينة ، ويحرقون موتاهم ودوابهم، والآلة والحلية . وإذا مات الرجل أحرقت معه امرأته وهي في الحياة ، وان ماتت المرأة لم يحرق الرجل ، وإن مات منهم عزب زوج بعد وفاته ، والنساء يرغبن في تحريق أنفسهن لدخولهن عند أنفسهن الجنة ، وهذا فعل من أفعال الهند » . وقال غيرهما مثل هذا ، ولكن هذه الأقوال ليس فيها كبير غناء من حيث الدقة والقصة والحكاية، فهي أخبار منقولة تواترت ، وربما كانت في أكثرها مأخوذة عن ابن فضلان ؛ والفضل المتقدم . . وهنا يجب أن نشيد بفضل الرسالة على الجغرافيين والمؤرخين من العرب فهم كلما تحدثوا عن هذه الأصقاع نقلوا عن ابن فضلان من غير أن يذكروا غالباً اسمه أو رسالته ، اللهم إلا ياقوت الحموي ، فقد نقل عنه حرفياً صفحات كثيرة من الرسالة - كما تبين بعد قليل - و نقده وخالفه في بعض المواضع ، وأخذ عليه أشياء ، و كذبه في أشياء ، ولكنه على كل حال أثبت اسمه في كل موضع نقل عنه من مواضع معجم البلدان . فالرسالة في ذلك مرجع من أهم المراجع عن البلاد التي زارها وخاصة بلاد البلغار وبلاد الروس . وذلك سبب عناية المستشرقين بها ، بل لعله أحد الأسباب التي دفعتنا إلى تحقيقها والعمل لها على الطريقة التي نشرحها في الفصل التالي



  1. Henri Semiradski
  2. مروج الذهب ، طبعة باريس ٩/٢
  1. في الرسالة، بالورقة ٢٠٧ ظ: « وما زلت أجتهد أن يستتر النساء من الرجال في السباحة فما استوى لي ذلك»
  2. الرسالة ، بالورقة ٢٠٠ و.
  3. الرسالة، بالورقة، ۲۰۷ ظ.