انتقل إلى المحتوى

خلياني من قول زيد وعمرو

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو

​خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو​ المؤلف صفي الدين الحلي


خلياني من قولِ زيدٍ وعمرو،
واسقِياني ما بَينَ عُودٍ وزَمرِ
واتركا اليومَ في مدامي ملامي،
إنّ فَرطَ المَلامِ في ذاكَ يُغرِي
ودَعاني من سُخطِ من رامَ تَخويـ
ـفي وزَجري، وهُجر من رامَ هجرِي
إنّ مَن لا يُطيقُ يُنقِصُ رِزقي،
لم يكن قادِراً على نَقصِ عُمرِي
ربّ يومٍ قضيتُ فيهِ سروراً،
فهوَ باللّهوِ خَيرٌ من ألفِ شَهرِ
طابَ عَيشِي بكُلّ لَيلَةِ شربٍ
قدرتْ بالسرورِ ليلةَ قدرِ
فنَعِمنا بالحاشِرِيّةِ حتى
خلتُ نورَ المدامِ مطلعَ فجرِ
من غزالٍ عيناهُ من آلِ حربٍ،
حينَ يبدو، والوجهُ من آلِ بدرِ
يتعاطى حبي ويمزجُ راحي،
ويعاطي كأسي ويُنشِدُ شِعرِي
في رِياضٍ كأنّما رَصّعَ القَطـ
ـرُ أكاليلها الحسانَ بدرِّ
حَلّ فيها الرّبِيعُ، فالزَّهرُ يُبدي
لَهباً، خِلتُهُ مَشاعِلَ جَمرِ
وبدا النرجسُ المحدقُ يحكي
أشْيباً فوقَ رأسِهِ طاسُ تِبرِ
فدعوتُ الساقي: لقد غفلَ الدّهـ
ـرُ، فعَجّلْ وطُفْ بكاساتِ خَمرِ
فتباطا بها، فقلتُ: أدرها،
لستَ ساقي، ولا قُلامةَ ظِفرِي