تروم مقام العز والذل نازل
المظهر
ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
ترومُ مقامَ العزّ والذلُّ نازل
ولم يك في الغبراء منك زلازلُ
وترجو عُلاً من دونها قدرُ القضا
وعزمك عن قرع المقادير ناكل
إذا كنت ممّن يأنف الضيمَ فاعتصم
بعزم له قلب الحوادث ذاهل
وليس يزيل الضيم غلا أباته
ويرحضُ عار الذل إلاّ المُناضل
رم العز في الخضراء بين نجومها
وكن ثاقباً فيها وهن أوافل
وكن إن خلت منك الربوع وأوحشت
أنيسَ المواضي فهي منك أواهل
أما لك في سم العرانين إسوة
فتسلك ما سنته منها الأفاضل
بيوت علاهم في الحوادث ان دهت
قناٍ وضباً مشحزذة وقنابل
هم قابلوا في نصر مَدرَة هاشمٍ
أُميّةَ لما آزرتها القبائل
وأجروا بأرض الغاضريّة أبحراً
من الدم لم تبصر لهن سواحل
بيوم كيوم الحشر والحشر دُونه
أواخره مرهوبةٌ والأوائل
مناجيبُ غُلب من ذؤابة هاشمٍ
وآساد حرب غابُهنَّ الذوابل
غذا غيمت بالنقع شمت بوارقاً
لهم غربُها بالموت والدمّ هاطل
وللضاريات الساغبات برزقها
قناهم بمستن النزال كوافل
وفي اكبد الأبطال تغرس سمرهم
ومن دَمها خرصانُهنَّ نواهل
لهم ثمرات العزّ من مُثمراتِها
فعزُّهم بَين السماكين نازل
ولم يُرَ يومَ الطف أصبرَ منهم
غداة بها للموت طافت جحافل
وما برحت تلقى القنا بصدورها
غلى أن ترت من دماها العواسل
بنفسي بدوراً من سما مجد غالبٍ
هوت أفلا بالطعن وهي كوامل
ومن بعدهم يعسوب هاشم قد غدا
فريداً عن الدين الحنيف يقاتل
على سابحٍ لم تعتلق بغُباره
إذا ما جرى يوم الرهان الأجادل
عَجِبتُ لمن لم تستطع فوق ظهرها
على حمله الغبرا، له المُهر حامل
همامٌ له عزمٌ به الشمُّ في الوغى
تعود أعاليهن وهي أسافل
نضى لقراع الشوس عضباً مهنداً
تميلُ المنايا أينما هو مائل
وغادرهم في غربه جُثّماً على
الثرى وبهم شغلٌ من الموت شاغل
وما زال يرديهم إلى أن قضى على
ظماً والمواضي من دماه نواهل
قضى بعد ماأعطى المهند حقه
ولا جسم غلا وهو للروح ثاكل
وخلف عدنناً كأفراخ طائر
تحوم عليها كلَّ حين أجادل
وبلطف من عليا نزار عقائلاً
أسارى ومن أجفانها الدمع هامل
بلا كافل نطوي المهامه في السرى
وأنى لها بعد ابن أحمد كافل
أُميَّة هبيّ من كرى الشرك وانظري
فهل أسرت للأنبياء عفائل
فما للنساء المحصنات وللسى
تجوبُ بها البيداءَ عيسٌ هَوازِل
وما لبنيات الرسول وللظما
بقفرٍ به للحرّ تغلي مراجل
فتحسب رقراق السحاب بموره
نطاقاً ومنها الماء في الأرض سائل
فتجهش من حرّ الضماء بركبكم
ولم يك في استجهاشها الركبَ طائل
ألا يالحاك الله فارتقبي وغى
يثور بها من غالب الغلب باسل
هو القائم المهديّ يُدرك ما مضى
من الثار فليهمل لك الثار هامل
طلوب فلو في مهجة الموت وتره
لشقّ إليه الصدرَ والموت ناكل
ينال بحد السيف ماهو طالب
وَيمضي ولو أنَّ المنيَّة حائل
شَروب بماضي الشفرتين دَم العِدى
وأجسامَهم بالسمهريّة آكل
أملتهم الكونينِ في فم عزمه
حنانيك مافي ذمنا الدهر طائل
متى يارعاك الله طال انتظارنا
تقيم عماد الدين إذ هو مائل
وتجتاح قوماً منهم كلّ شارقٍ
تغولكم شرقاً وغرباً غوائل
وتَصبحُ فيكم روضةُ الدين غضّةً
وتزهر منكم للأنام الخمائل
بني الوحي أهدى حيدر مدحه لكم
يدين لها قس بما هو قائل
فعذراً فانيباقل إن اقل بكم
مديحاً له قس الفصاحة باقل
وصلى عليكم خالق الخلق ماجرت
على رزئكم سحب الدموع الهواطل