المنبهات على الاستعداد ليوم المعاد للنصح والوداد/الثنائي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



باب الثنائى


فمنهُ ما روى عن النبي انه قال خصلتان لا شىء افضل منهما الايمان بالله والنفع للمسلمين وخصلتان لا شىء اخبث منهما الشرك بالله والضر بالمسلمين وقال عليه السلام عليكم بمجالسة العلماء واستماع كلام الحكماء فإن الله تعالى يحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بماء المطر* وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه من دخل القبر بلا زاد فكأنما ركب البحر بلا سفينة* وعن عمر رضي الله عنه عز الدنيا بالمال وعز الآخرة بصالح الأعمال* وعن عثمان رضي الله عنه هم الدنيا ظلمة في القلب وهم الآخرة نور في القلب* وعن علي رضي الله عنه من كان في طلب العلم كانت الجنة في طلبه ومن كان في طلب المعصية كانت النار في طلبه* وعن يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى ما عصى الله كريم وما آثر الدنيا على الآخرة حكيم* وعن الأعمش رحمه الله تعالى من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصف ربح دينه ومن كان رأس ماله الدنيا كلت الألسن عن وصف خسران دينه* وعن سفيان الثوري رحمه الله تعالى كل معصية عن شهوة فإنه يرجى غفرانها وكل معصية عن كبر فإنه لا يرجى غفرانها لأن معصية إبليس كان أصلها من الكبر وزلة آدم عليه السلام كان أصلها من الشهوة* وعن بعض الزهاد من أذنب ذنبًا وهو يضحك فإن الله يدخله النار وهو يبكي ومن أطاع الله وهو يبكي أدخله الله الجنة وهو يضحك* وعن بعض الحكماء لا تحقروا الذنوب الصغار فإنها تنشعب منها الذنوب الكبار* وعن النبي لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة من الاستغفار* قيل هم العارف الثناء وهم الزاهد الدعاء لأن هم العارف ربه وعن الزاهد نفسه* وعن بعض الحكماء من توهم أن له وليًا أولى من الله قلت معرفته بالله ومن توهم أن له عدوًا أعدى من نفسه قلت معرفته بنفسه* وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر قال البر هو اللسان والبحر هو القلب فإذا فسد اللسان بكت عليه النفوس وإذا فسد القلب بكت عليه الملائكة* قيل أن الشهوة تُصير الملوك عبيدًا والصبر يُصير العبيد ملوكًا ألا ترى إلى قصة يوسف عليه السلام وزليخا* قيل طوبى لمن كان عقله أميرًا وهواه أسيرًا وويل لمن كان هواه أميرًا وعقله أسيرًا* قيل من ترك الذنوب رق قلبه ومن ترك الحرام وأكل الحلال صفت فكرته* أوحى الله إلى بعض الأنبياء اطعني فيما أمرتك ولا تعصني فيما نصحتك* قيل كمال العقل اتباع رضوان الله تعالى واجتناب سخطه* قيل لا غربة للفاضل ولا وطن للجاهل* قيل من كان بالطاعة عند الله قريبًا كان بين الناس غريبًا* قيل حركة الطاعة دليل المعرفة كما أن حركة الجسد دليل الحياة* قال أصل جميع الخطايا حب الدنيا وأصل جميع الفتن منع العشر والزكاة* قيل المقر بالتقصير أبدا محمود والإقرار بالتقصير علامة القبول* قيل كفران النعمة لؤم وصحبة الأحمق شؤم*

وقال الشاعر
يا من بدنياه اشتغل
قد غره طول الأمل
أو لم يزل في غفلة
حتى دنا منه الأجل
الموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل
اصبر على أهوالها
لا موت إلا بالأجل