العلم أشرف ما يقنى ويكتسب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ

​العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ
بصالحِ العملِ المرضيّ في خلقِ
والوهبُ في العلمِ أمرٌ لا يصحُّ لما
عندي له من الاستعداد والطرق
فإنْ تردْ صفةٌ عليا مقدسةٌ
مثل التبشش للورّادِ والملَقِ
ولستُ أقصد للوارد ما زعموا
غيرَ الأسامي التي تأتي على نسق
كمثل أسمائه الحسنى التي علمت
تخلقاً طبقاً منها على طبق
أعوذُ منها بها بقولِ عالمها
كما تُعوَّذ في ناس وفي فلق
ومن جهالة من تردى جهالته
ومن دخيلٍ أتى يبغيك في الغسق
إذا رأيتَ ولياً يستريحُ إلى
ذي لوعة دائم الأشواقِ والحرقِ
بادرْ إليهِ عسى تحظى برؤيتهِ
فإنّ تحصيلها في النص والعنق
فإنه من شهود الذات في دعة
وإنه من حجابِ العين في قلق
تجري بخاطره في كل آونة
معَ الملائكةِ العالينَ في طلقِ
جرتْ على السنةِ البيضاءِ سيرتهُ
وليس يقطعه قواطع العلق
وكل ما جاء مما لا يسرُّ به
منَ الإلهِ فمحمولٌ على الحدقِ
ولوْ يكونُ لهُ الإنسانُ في كبدٍ
والنفسُ في تلفٍ والحلقُ في شرقِ
فحاصل القولِ في الألوان إنْ كثُرت
في أسود حالك وأبيض يققِ
ولا تخادعُ إلهَ الخلقِ في أحدٍ
فإنَّ تقليده المعلوم في العنق