العقد الفريد (1953)/ترجمة المؤلف
ترجمة المؤلف
. أراني قد ذكرت عن الكتاب ما وسعی من غير أن أعرف بصاحبه على أني أحسب القارئ قد يجد في بعض ماذكرت ماقد يغنيه عما بقي ؛ وفي الكتاب بعد مايدل على صاحبه دلالة لاتحتاج إلى تعريف ؛ وليس ابن عبد ربه مجهولا لقراء العربية بحيث يلزمي التعريف به ، وليس الحديث عن تاريخه من السهولة بحيث يغني في درسه صفحات في مقدمة كتاب ؛ على أني مثبت هنا بعض خبره على إنجاز ، تفادية من القصر ، و توسطة بين المنز أین .
نسبه:
هو أبو عمر شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه fن حبيب بن حدير بن سالم القرطى الأندلسي ، وكان جده سالم مولى لهشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية . التعريف بالكتاب ومؤلفه
23 4c نشأ ابن عبد ربه بقرطبة حاضرة الأندلس لعهد بني مروان ، وكان مولده في العاشر من رمضان سنة ۲۶۹ ه، ولم تعرف عنه رحلة إلى غير بلاد الأندلس ، و عناصر من أمراء ه بنی مروان : محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل (۲۳۸ - ۲۷۳ ه) والمنذر بن محمد (۲۷۳ - ۲۷۰ ه) ، وعبد الله بن محمد ( ۲۷۰ - ۳۰۰ ه ) ، وعبد الرحمن الناصر بن محمد ( ۳۰۰ - ۳۰۰ ه ) ومات في إمارته ؛ وله في هؤلاء الأمراء الأربعة مداح ذكر بعضها في كتابه ؛ ويظهر أنه كان مخصا بهم محظيا لديهم ؛ وله في عبد الرحمن الناصر الأرجوزة الشهيرة التي فصل فيها معازه مرتبة على السنين إلى سنة پ پاس ، وقد أوردها في کتاب العسجدة الثانية في أخبار الخلفاء وتواريخهم وأيامهم (أنظر الجزء الخامس). ولا يعرف شيء من تاريخ ابن عبد ربه فيما عدا أنه كان في شبابه لاها ولو بالغناء، ولكن ذلك لم يمنعه من التوصيل والدرس ، حتى غد من فقهاء الأندلس ، وله شعر أيام صبوته رجع عنه في أخريانه و عارضه بقصائد في الزهد تاها «المخصات » شيوخه ويذكر المؤرخون من شيوخ ابن عبد ربه ثلاثة : قي بن مخلد بن يزيد القرطبي (توفي سنة ۵۲۷۶)، ومحمد بن عبد السلام الخشني القرطبي ( توفي سنة ۲۸6 ه) و محمد بن وضاح وكان الأو لين رحلة إلى المشرق ورواية و تصانیف مشهورة . حلقه لم يذكر لنا المؤرخون شيئا من سيرة ابن عبد ربه تدل على خلقه وصفته ، إلا ما قدمنا من حديث لهوه وصوته في شبابه ، ثم تو به وزهده من بعد ، ، و يمكننا أن نستنبط دراسة أدبه أنه كان غيورة ، ولوعا بالمنافسة ، معنا بنفسه ، مالا إلى المزاح و الفكاهة ، جريتا على البذاء ، يبدو ذلك من شعره ، ومن نقد انه وتعقبه على كثير مماروی من أخبار العلماء، وفي العقد كثير من ذلك . وصفته : أما صفته الجسدية فلا نجد ما يقربها إلى خيالنا إلا قصة أوردها المُقرى عن حديث كان بين ابن عبد ربه وأبي محمد يحيى القلفاط الشاعر، يستفاد منها أن ابن عبد ربه كان دميما، آدَرَ، قريبَ الخطو، يُباعد ما بين رجليه، هُزّأة.
مؤلفاته:
لا يعرف لابن عبد ربه كتابٌ غير العقد، وديوان شعر مفقود، وذَكَر صاحبُ کشف الظنون أن له كتابا آخر متماه « اللباب في معرفة العلم والآداب» . ولا نعرف على التحقيق مي ألف ابن عبد ربه کتاب « العقد، وهو قد عمر اثنتين وثمانين سنة، ولكنا نرجح أنه فرغ من تأليفه قريبا من سنة ۳۲۲ هـ أي قبل موته بست سنتين تقريبا، يرشدها إلى ذلك أرجوزته في مغازی عبد الرحمن الناصر، وقد فصل فيها أخباره ووقائعه إلى ذلك التاريخ، فلو أن ابن عبد ربه لم يكن قد فرغ من تأليف كتابه في سنة ۳۲۲ لوجد مجالا للزيادة في هذه الأرجوزة حتى يبلغ بها ما يشاء من تاريخ أميره، وقد كان في أعماله بعد هذا التاريخ ما كان حققا الإشادة و التنويه.
وفاته:
وأصيب ابن عبد ربه بالفالج في آخر سنيه، وتوفي يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة يقين من جمادى الأولى سنة ۳۲۸ هـ، ودفن يوم الاثنين في مقبرة بني العباس بقرطبة. رحمه الله و أثابه !؟
شبرا في مساء الاثنين1 ۱۱ من شوال سنة ۱۳٥۹ هـ ۱۱ من نوفمبر سنة ١٩٤٠ م
- ↑ أنشأنا هذه المقدمة للطبعة الأولى في هذا التاريخ ؛ وقد رأينا أن نبقي عليها في هذه الطبعة كما أنشأناها يومئذ، بلا تغيير ؛ للتاريخ...