الروضة الندية شرح الدرر البهية/كتاب الصلاة/فصل فيمن لا تجب عليه الصلاة
ولا تجب الصلوات المكتوبة الخمس على غير مكلف لأن خطاب التكليف لا يتناول غير مكلف ، ولا خلاف في ذلك في الواجبات الشرعية ، وأما ماورد من تعويد الصبيان وتمرينهم فالخطاب في ذلك للمكلفين ، والوجوب عليهم لا على الصغار .
وتسقط عمن عجز عن الإشارة لأن ايجابها على المريض مع بلوغه إلى ذلك الحد هو من تكليف ما لا يطاق ، ولم يكلف الله تعالى أحداً فوق طاقته .
و كذلك عمن أغمي عليه حتى خرج وقتها فلا وجوب عليه لأنه غير مكلف في الوقت .
ويصلي المريض قائماً ثم قاعداً ثم على جنب لحديث عمران بن حصين عند البخاري وأهل السنن وغيرهم قال : كانت بي بواسير ، فسألت النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن الصلاة فقال : صل قائماً ، فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع فعلى جنب وقد نطق بمضمون ذلك القرآن الكريم ، وإذا تعذر على المصلي صفة من صفات صلاة العليل الواردة ، أتي بالصلاة على صفة أخرى مما ورد ، ثم يفعل ما قدر عليه ودخل تحت استطاعته فاتقوا الله ما استطعتم . وإذا أمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم .