الجمل في النحو/وجوه الرفع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


وَالرَّفْع أحد وَعِشْرُونَ وَجها الْفَاعِل وَمَا لم يذكر فَاعله والمبتدأ وَخَبره وَاسم كَانَ وَأَخَوَاتهَا وَخبر إِن وَمَا بعد مذ والنداء الْمُفْرد وَخبر الصّفة وفقدان الناصب وَالْحمل على الْموضع وَالْبَيِّنَة والحكاية وَالتَّحْقِيق وَخبر الَّذِي وَمن وَمَا وَحَتَّى إِذا كَانَ الْفِعْل وَاقعا وَالْقسم وَالصرْف وَالْفِعْل المستأنف وشكل النَّفْي وَالرَّفْع بهل وَأَخَوَاتهَا وعلامة الرّفْع سِتَّة أَشْيَاء الضمة وَالْوَاو والفتحة وَالْألف وَالنُّون والسكون فالضم عبد الله وَزيد وَالْوَاو أَخُوك وَأَبُوك والفتحة عبدا الله فِي الِاثْنَيْنِ وَالْألف فِي قَوْلهم الزيدان والعمران وَالنُّون فِي يقومان ويقومون والسكون فِي يَرْمِي وَيَقْضِي ويغزو ويخشى

فالرفع بالفاعل

قَوْلك خرج زيد وَقَامَ عَمْرو

وَمَا لم يذكر فَاعله

ضرب زيد وكسي عَمْرو

والمبتدأ وَخَبره

زيد خَارج وَالْمَرْأَة منطلقة رفعت زيدا بِالِابْتِدَاءِ وَرفعت خَارِجا لِأَنَّهُ خبر الِابْتِدَاء

وَاسم كَانَ وَأَخَوَاتهَا

تَقول كَانَ عبد الله شاخصا رفعت عبد الله ب كَانَ ونصبت شاخصا لِأَنَّهُ خبر كَانَ وَلَا بُد ل كَانَ من خبر وَقد يَجْعَل كَانَ فِي معنى يكون وَمِنْه قَول الله تَعَالَى فِي {سَأَلَ سَائل} {فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة} وَالْمعْنَى يكون قَالَ الشَّاعِر (فَإِنِّي لآتيكم بشكري مَا مضى ... من الْعرف واستيجاب مَا كَانَ فِي غَد) وَالْمعْنَى يكون فِي غَد وَقد يرفعون ب كَانَ الِاسْم وَالْخَبَر فَيَقُولُونَ كَانَ زيد قَائِم وَقَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك (إِذا مَا الْمَرْء كَانَ أَبوهُ عبس ... فحسبك مَا تُرِيدُ من الْكَلَام) رفع الْأَب على الِابْتِدَاء وَعَبس خَبره وَلم يعبأ ب كَانَ وَقل آخر (إِذا مت كَانَ النَّاس صنفان شامت ... وَآخر مثن بِالَّذِي كنت أصنع) وَقَالَ آخر (وَهِي الشِّفَاء لدائي لَو ظَفرت بهَا ... وَلَيْسَ مِنْهَا شِفَاء الدَّاء مبذول) فكأنهم قَالُوا كَانَ الْأَمر والقصة النَّاس صنفان وشفاء الدَّاء مبذول وَمَا أشبه ذَلِك وَإِذا عدوها إِلَى مفعول قَالُوا كنت زيدا وكانني زيد فَهَذَا مثل ضربت زيدا وضربني زيد وَقَالُوا فِي مثل إِذا لم تكنهم فَمن ذَا يكونهم قَالَ الشَّاعِر (فَإِن لم يكنها أوتكنه فَإِنَّهُ ... أَخُوهَا غذته أمه بلبانها) وَرُبمَا جعلُوا النكرَة اسْما والمعرفة خَبرا فَيَقُولُونَ كَانَ رجل عمرا إِلَّا أَن النكرَة أَشد تمَكنا من الْمعرفَة لِأَن أصل الْأَشْيَاء نكرَة وَيدخل عَلَيْهَا التَّعْرِيف وَالْوَجْه أَن تجْعَل الْمعرفَة اسْما والنكرة خَبرا قَالَ الْقطَامِي (قفي قبل التَّفَرُّق يَا ضباعا ... وَلَا يَك موقف مِنْك الوداعا) وَقَالَ آخر (فَإنَّك لَا تبالي بعد حول ... أظبي كَانَ أمك أم حمَار) وَقَالَ آخر (أَلا من مبلغ حسان عني ... أطب كَانَ ذَلِك أم جُنُون) وَقَالَ آخر (كَأَن سلافة من بَيت رَأس ... يكون مزاجها عسل وَمَاء) وَقَالَ الفرزدق (أسكران كَانَ ابْن المراغة إِذْ هجا ... تميما بجوف الشَّام أم متساكر) جعل الْمعرفَة خَبرا والنكرة اسْما وَيُقَال كَانَ الْقَوْم صَحِيح أبوهم وَأصْبح الْقَوْم صَحِيح ومريض وَالْوَجْه صَحِيحا ومريضا النصب على خبر كَانَ وَالرَّفْع على معنى مِنْهُم صَحِيح وَمِنْهُم مَرِيض قَالَ الشَّاعِر (فَأصْبح فِي حَيْثُ الْتَقَيْنَا شريدهم ... قَتِيل ومكتوف الْيَدَيْنِ ومزعف) وَالْمعْنَى فَأصْبح شريدهم فِي حَيْثُ الْتَقَيْنَا مِنْهُم قَتِيل وَمِنْهُم مكتوف الْيَدَيْنِ وَمِنْهُم مزعف وَمثله (فَلَا تجعلي ضَيْفِي ضيف مقرب ... وَأخر مَعْزُول عَن الْبَيْت جَانب) كَأَنَّهُ قَالَ لَا تجعلي ضَيْفِي أَحدهمَا ضيف مقرب وَآخر مَعْزُول وَقد يكون كَانَ فِي معنى جَاءَ وَخلق الله قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى فِي الْبَقَرَة {وَإِن كَانَ ذُو عسرة} أَي وَإِن جَاءَ ذُو عسرة قَالَ الشَّاعِر (إِذا كَانَ الشتَاء فأدفئوني ... فَإِن الشَّيْخ يهدمه الشتَاء) أَي إِذا جَاءَ الشتَاء قَالَ الشَّاعِر (فدى لبني ذهل بن شَيبَان نَاقَتي ... إِذا كَانَ يَوْم ذُو كواكب أَشهب) أَي إِذا وَقع وَأما قَول عنترة (بني أَسد هَل تعلمُونَ بلاءنا ... إِذا كَانَ يَوْمًا ذَا كَوْكَب أشنعا) فَإِنَّهُ أَرَادَ إِذا كَانَ الْيَوْم يَوْمًا ذَا كواكب قَالَ الله عز وَجل فِي سُورَة النِّسَاء {إِلَّا أَن تكون تِجَارَة} وَالْمعْنَى إِلَّا أَن تقع تِجَارَة وَمن قَرَأَ {تِجَارَة} فَالْمَعْنى إِلَّا أَن تكون التِّجَارَة تِجَارَة وَقَالَ لبيد بن ربيعَة فَمضى وقدمها وَكَانَت عَادَة ... مِنْهُ إِذا هِيَ عردت أَقْدَامهَا) مَعْنَاهُ الْعَادة عَادَة وَإِن كَانَ إقدامها عَادَة فَقدم وَأخر وَتقول كَيفَ تكلم من كَانَ غَائِب أَي من هُوَ غَائِب قَالَ الله عز وَجل فِي سُورَة مَرْيَم {كَيفَ نُكَلِّم من كَانَ فِي المهد صَبيا} أَي من هُوَ فِي المهد وَنصب صَبيا على الْحَال وَتقول مَرَرْت بِقوم كَانُوا كرام ألغيت كَانَ وَأَرَدْت مَرَرْت بِقوم كرام قَالَ الفرزدق (فَكيف إِذا أتيت ديار قوم ... وجيران لنا كَانُوا كرام وَأما قَول الله جلّ ثَنَاؤُهُ فِي سُورَة آل عمرَان (كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس) فَالْمَعْنى أَنْتُم خير أمة وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ كونُوا خير أمه وَهُوَ أصح مِمَّا فسره الْمُفَسِّرُونَ وَأما قَوْلهم الْحَرْب أول مَا تكون فتية أَي الْحَرْب أول أحوالها إِذا كَانَت فتية قَالَ الشَّاعِر (الْحَرْب أول مَا تكون فتية ... تسْعَى بزينتها لكل جهول) وَقَالُوا لَيْسَ الْقَوْم ذَاهِبين وَلَا مُقيما أبوهم نصب مُقيما على الْبَدَل قَالَ الشَّاعِر (مشائيم لَيْسُوا مصلحين عشيرة ... وَلَا ناعبا إِلَّا ببين غرابها) نصب ناعبا على الْبَدَل من خبر لَيْسَ فَإِن قلت كَانَ عبد الله أَبوهُ قَائِما رفعت عبد الله ب كَانَ وَرفعت أَبَاهُ على الْبَدَل من اسْم كَانَ قَالَ الشَّاعِر (فَمَا كَانَ قيس هلكه هلك وَاحِد ... وَلكنه بُنيان قوم تهدما) رفع هلك الثَّانِي على الْبَدَل وَإِن نصب على الْخَبَر جَازَ ويرفعون مَا كَانَ أهم إِلَيْهِم لَا يبالون اسْما كَانَ أم خَبرا إِذا جَعَلُوهُ اسْما قَالَ الشَّاعِر (وَكُنَّا الأيمنين إِذا الْتَقَيْنَا ... وَكَانَ الأيسرين بند أَبينَا) وَقَالَ آخر (لقد علم الأقوام مَا كَانَ داءها ... بثهلان إِلَّا الخزي مِمَّن يَقُودهَا) جعل الخزي اسْما وداءها خَبرا قَالَ الله عز وَجل {وَمَا كَانَ جَوَاب قومه إِلَّا أَن قَالُوا أخرجوهم من قريتكم} وَجَوَاب ينصب وَيرْفَع على مَا فسرته لَك وَمثله {فَكَانَ عاقبتهما أَنَّهُمَا فِي النَّار} ترفع عاقبتهما وتنصب

وَالرَّفْع بِخَبَر إِن

قَوْلهم إِن زيدا قَائِم إِن عبد الله خَارج وَيَقُولُونَ إِن عبيد الله الظريف خَارج نصبت عبد الله بإن ونصبت الظريف لِأَنَّهُ من نَعته وَرفعت خَارِجا لِأَنَّهُ خَبره فَإِذا فصلوا بَين الِاسْم والنعت كَانُوا بِالْخِيَارِ إِن شاؤوا رفعوا النَّعْت وَإِن شاؤوا نصبوه يَقُولُونَ إِن زيدا خَارج الظريف وَيَقُولُونَ إِن زيدا خَارج الظريف قَالَ الله عز وَجل {قل إِن رَبِّي يقذف بِالْحَقِّ علام الغيوب} إِن شِئْت رفعت علام وَإِن شِئْت نصبت وَالرَّفْع أحسن وَتقول إِن زيدا خَارج وَمُحَمّد نصبت زيدا بإن وَرفعت خَارِجا لِأَنَّهُ خَبره وَرفعت مُحَمَّدًا لِأَنَّهُ اسْم جَاءَ بعد خبر مَرْفُوع وَإِن شِئْت نصبت مُحَمَّدًا لِأَنَّك نسقته بِالْوَاو على زيد وَمثله قَول الله جلّ وَعز فِي التَّوْبَة {أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين} وَرَسُوله) رفع رَسُوله لِأَنَّهُ اسْم جَاءَ بعد خبر مَرْفُوع وَإِن شِئْت نصبت وَالرَّفْع أَجود وَمثله قَوْله عز وَجل {وَإِذا قيل إِن وعد الله حق والساعة لَا ريب فِيهَا} رفع لِأَنَّهُ اسْم جَاءَ بعد خبر مَرْفُوع وَإِن شِئْت نصبت وَالرَّفْع أَجود وَأما قَول الشَّاعِر (فَمن يَك أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْله ... فَإِنِّي وقيار بهَا لغريب) وَقد نَصبه قوم وَهُوَ أَجود وَإِنَّمَا رَفعه لِأَنَّهُ توهم أَنه اسْم جَاءَ بعد الْخَبَر على قَوْله إِنِّي لغريب وقيار بهَا وَلَو قلت إِن زيدا وَعبد الله منطلقان لَكَانَ لحنا وَإِنَّمَا جَازَ فِي الأول لِأَنَّهُ توهم أَنه اسْم جَاءَ بعد خبر مَرْفُوع وعَلى هَذَا تقْرَأ هَذِه الْآيَة فِي الْمَائِدَة {إِن الَّذين آمنُوا وَالَّذين هادوا والصابئون} ) رفع الصابئين على الِابْتِدَاء وَلم يعْطف على مَا قبله وَكَذَلِكَ قرؤوا {وكتبنا عَلَيْهِم فِيهَا أَن النَّفس بِالنَّفسِ وَالْعين بِالْعينِ} ثمَّ قرؤوا {والجروح قصاص} وَيُقَال إِنَّه عطف على مَوضِع إِن لِأَن موضعهَا مُبْتَدأ وَيُقَال مقدم ومؤخر قَالَ الفرزدق (تَنَح عَن الْبَطْحَاء إِن جسيمها ... لنا وَالْجِبَال الباذخات الفوارع) فَرفع الْجبَال على الِابْتِدَاء وَلم ينسق وعَلى هَذَا يقْرَأ فِي الْمَائِدَة {وكتبنا عَلَيْهِم فِيهَا أَن النَّفس بِالنَّفسِ} إِلَى آخر الْآيَة وَقَالَ آخر وَهُوَ الفرزدق (إِن الْخلَافَة والنبوة فيهم ... والمكرمات وسَادَة أبطالا) فنصب إتباعا (وَإِنَّمَا يجوز هَذَا فِي أَن وَلَكِن وَأما كَأَن وليت وَلَعَلَّ فَلَيْسَ إِلَّا النصب فِي النَّعْت وَالِاسْم والنسق تقدم أَو تَأَخّر تَقول كَأَن زيدا قَائِم وأباك وليت زيدا خَارج الظريف وليت مُحَمَّدًا منطلق وأباك وَإِنَّمَا صَار كَذَلِك لِأَن إِن وَلَكِن تحقيقان وَكَأن تشبيهه وَلَعَلَّ شكّ وَرُبمَا كَانَت رَجَاء وليت تمن وَأما قَول المتلمس (أطريفة بن العَبْد إِنَّك جَاهِل ... أبساحة الْملك الْهمام تمرس (ألق الصَّحِيفَة لَا ابالك إِنَّنِي ... أخْشَى عَلَيْك من الخناء النقرس) رفع النقرس لِأَنَّهُ أَرَادَ أَنا النقرس وَهُوَ الْعَالم يُقَال رجل نقريس نطيس وَأما قَول الآخر (إِن فِيهَا أَخِيك وَابْن هِشَام ... وَعَلَيْهَا أَخِيك والمختارا) هَذَا لغز يُرِيد أخي كوى من الكي بالنَّار وَأما قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {إِن هَذَانِ لساحران} فقد ذكر عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ إِن الله تبَارك اسْمه أنزل الْقُرْآن بلغَة كل حَيّ من أَحيَاء الْعَرَب فَنزلت هَذِه الْآيَة بلغَة بني الْحَارِث بن كَعْب لأَنهم يجْعَلُونَ الْمثنى بِالْألف فِي كل وَجه مَرْفُوعا فَيَقُولُونَ رَأَيْت الرّجلَانِ ومررت بالرجلان وأتاني الرّجلَانِ وَإِنَّمَا صَار كَذَلِك لِأَن الْألف أخف بَنَات الْمَدّ واللين قَالَ الشَّاعِر (إِن لسلمى عندنَا ديوانا ... اخرى فلَانا وَابْنه فلَانا) (كَانَت عجوزا غبرت زَمَانا ... وَهِي ترى سيئها إحسانا) (نصرانة قد ولدت نصرانا ... أعرف مِنْهَا الْجيد والعينانا) (ومقلتان أشبها ظبيانا ... ) رفع الْمثنى فِي كل وَجه وَقَالَ العينانا فنصب نون الِاثْنَيْنِ لِأَنَّهُ جعل النُّون حرفا لينًا فصرفها إِلَى النصب وَقَالَ بَعضهم فِي هَذَا النَّحْو (بمصرعنا النُّعْمَان يَوْم تألبت ... علينا تَمِيم من شظى وصميم) (تزَود منا بَين اذناه ضَرْبَة ... دَعَتْهُ إِلَى هابي التُّرَاب عقيم قَالَ أذنَاهُ وَهُوَ فِي مَوضِع الْخَفْض وَقد يكون إِن فِي معنى نعم فِي بعض لُغَات الْعَرَب قَالَ الشَّاعِر (بكرت عَليّ عواذلي ... يلحينني وألومهنه) (وَيَقُلْنَ شيب قد عرَاك ... وَقد كَبرت فَقلت إِنَّه) أَي نعم وَأجل وَقَالَ آخر (شَاب المفارق إِن إِن من البلى ... شيب القذال مَعَ العذال الْوَاصِل) أَي نعم نعم وَقَالَ آخر (قَالَ سليمى لَيْت لي بعلا يمن ... يغسل عَن رَأْسِي وينسيني الْحزن) (وحاجة لَيست لَهَا عِنْدِي ثمن ... مستورة قَضَاؤُهَا مِنْهُ وَمن) (قَالَت بَنَات الْعم يَا سلمى وَإِن ... كَانَ فَقِيرا معدما قَالَت وَإِن) (قَالَت وَإِن قَالَت وَإِن قَالَت وَإِن) أَي نعم قَالَ الإِمَام الْخَلِيل بن أَحْمد وَأَنا أقرؤها إِن شِئْتُم مُخَفّفَة على الأَصْل {إِن هَذَانِ لساحران} أَي مَا هَذَانِ إِلَّا ساحران قَالَ الشَّاعِر (غدر ابْن جلموز بِفَارِس بهمة ... عِنْد اللِّقَاء وَلم يكن بمعرد) (ثكلتك أمك إِن قتلت لمسلما ... حلت عَلَيْك عُقُوبَة الْمُتَعَمد) أَي مَا قتلت إِلَّا مُسلما وَفِي قِرَاءَة عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا {إِن هَذَانِ لساحران} وَأما قَول الشَّاعِر (فَلم ترعيني مثل سرب رَأَيْته ... خرجن علينا من زقاق ابْن وَاقِف) قَالَ رَأَيْته وَلم يقل رأيتهن لِأَن الْهَاء صلَة وَلَيْسَت بكناية وَكَذَلِكَ قَول الله جلّ اسْمه فِي سُورَة الْجِنّ {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} الْهَاء صلَة وَلَيْسَت بكناية

وَالرَّفْع ب مذ

ومذ ترفع مَا بعْدهَا مَا كَانَ مَاضِيا وتخفض مَا لم يمض تَقول مَا رَأَيْته مذ يَوْمَانِ ومذ سنتَانِ ومذ ثَلَاث لَيَال ومذ سنة ومذ شهر ومذ سَاعَة قَالَ الشَّاعِر (أَبَا حسن مَا زرتكم مذ سنية ... من الدَّهْر إِلَّا والزجاجة تقلس) وَقَالَ آخر (لمن الديار بقنة الْحجر ... أقاوينا مذ حجج ومذ شهر) ف مذ ترفع مَا بعْدهَا حَتَّى تَأتي بِالْألف وَاللَّام فَإِذا جَاءَ الْحَرْف وَفِيه ألف وَلَام وَهُوَ لم يمض فَإِن الْعَرَب تخْفض ب مذ حِينَئِذٍ تَقول مَا رَأَيْته مذ الْيَوْم ومذ السَّاعَة وَمَا كَانَ مَاضِيا لَا ترفعه حَتَّى تصفه تَقول مَا رَأَيْته مذ الْيَوْم الْمَاضِي وَمَا رَأَيْته مذ الْيَوْم الطّيب وَأما مُنْذُ الثَّقِيلَة فَإِنَّهَا تخْفض مَا مضى وَمَا لم يمض على كل حَال

وَالرَّفْع بالنداء الْمُفْرد

تَقول يَا زيد وَيَا عَمْرو وَيَا مُحَمَّد وَلَا يكون منونا قَالَ الله جلّ ذكره {يَا نوح اهبط بِسَلام منا} {يَا هود مَا جئتنا بِبَيِّنَة} {يَا لوط إِنَّا رسل رَبك} {يَا صَالح} وَأما قَول الشَّاعِر يَا حَار لَا أرمين مِنْكُم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي وَلَا ملك) خفض حَار لِأَنَّهُ أَرَادَ يَا حَارِث فرخم الثَّاء وَترك الرَّاء مَكْسُورَة على الأَصْل وَكَذَلِكَ تفعل بِالِاسْمِ المرخم إِذا نُودي بِهِ كَقَوْل الْأُخَر (فصالحونا جَمِيعًا إِن بدا لكم ... وَلَا تَقولُوا لنا أَمْثَالهَا عَام) أَرَادَ يَا عَامر وقرؤوا هَذَا الْحَرْف {يَا مَالك ليَقْضِ علينا رَبك} أَي يَا مَالك وَقَالَ آخر (يَا مرو إِن مطيتي محبوسة ... ترجو النَّجَاء وربها لم ييأس) أَرَادَ يَا مَرْوَان فَترك الْوَاو مَفْتُوحَة على الأَصْل ويرخم ثَمُود ثمو وَإِن الِاسْم لَا يكون على أقل من ثَلَاثَة أحرف وَهُوَ مَأْخُوذ من الثمد وَهُوَ مستنقع المَاء وَقَالَ الشَّاعِر أَو كَمَاء الثمود بعد جمام ... زرم الدمع لَا يؤوب نزورا) وَأما قَول الآخر (يَا خَالِد الْمَقْتُول لَا تقتل) هُوَ لغز يُرِيد يَا خَال د الْمَقْتُول من الدِّيَة وَقَالَ آخر يَا رَازِق الذّرة الْحَمْرَاء وابنتها ... على خوانك ملحا غير مدقوق) أَرَادَ يَا راز قد ذرت الْحَمْرَاء فأدغم الدَّال فِي الذَّال وشدده

وَالرَّفْع بِخَبَر الصّفة

تَقول لزيد مَال ولمحمد عقل وَعَلَيْك قَمِيص وَفِي الدَّار زيد وَاقِف وَإِن شِئْت وَاقِفًا الرّفْع على خبر الصّفة وَالنّصب على الِاسْتِغْنَاء وَتَمام الْكَلَام أَلا ترى أَنَّك تَقول فِي الدَّار زيد وَقد تمّ كلامك وَإِذا لم يتم كلامك فَلَيْسَ إِلَّا الرّفْع بك زيد مَأْخُوذ وَإِلَيْك مُحَمَّد قَاصد أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت بك زيد لم يكن كلَاما حَتَّى تَقول مَأْخُوذ قَالَ الشَّاعِر (يَقُولُونَ فِي حقويك أَلفَانِ درهما ... وَأَلْفَانِ دِينَارا فَمَا بك من فقر)

وَالرَّفْع على فقدان الناصب

مثل قَول الله عز وَجل فِي الْبَقَرَة {وَإِذ أَخذنَا مِيثَاق بني إِسْرَائِيل لَا تَعْبدُونَ إِلَّا الله} مَعْنَاهُ أَلا تعبدوا إِلَّا الله فَلَمَّا أسقط حرف الناصب ارْتَفع فَقَالَ لَا تَعْبدُونَ وَمثله فِي الْبَقَرَة {وَإِذ أَخذنَا ميثاقكم لَا تسفكون دماءكم} مَعْنَاهُ أَلا تسفكوا فَلَمَّا أسقط حرف الناصب إرتفع قَالَ طرفَة بن العَبْد (أَلا أيهذا اللائمي أحضر الوغى ... وَأَن أشهد اللَّذَّات هَل أَنْت مخلدي) مَعْنَاهُ أَن أحضر الوغى وَقَالَ نصب بإضمار أَن وَالدَّلِيل على ذَلِك وَأَن أشهد اللَّذَّات وَقَالَ آخر (خذي الْعَفو مني تستديمي مودتي ... وَلَا تنطقي فِي سورتي حِين أغضب) (فَإِنِّي رَأَيْت الْحبّ فِي الصَّدْر والأذى ... إِذا اجْتمعَا لم يلبث الْحبّ يذهب) على معنى أَن يذهب فَلَمَّا نزع حرف الناصب ارْتَفع وَأما قَوْله عز وَجل {وَلَا تستعجل لَهُم كَأَنَّهُمْ يَوْم يرَوْنَ مَا يوعدون لم يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَة من نَهَار بَلَاغ} فَرفع بلاغا على أَنه خبر الصّفة مَعْنَاهُ وَلَا تستعجل لَهُم بَلَاغ

وَالرَّفْع بِالصرْفِ

قَول الله عز وَجل {وَلَا تمنن تستكثر} ذكر النحويون أَن مَعْنَاهُ وَلَا تمنن مستكثرا فصرف من مَنْصُوب إِلَى مَرْفُوع وَمثله {ثمَّ ذرهم فِي خوضهم يَلْعَبُونَ} مَعْنَاهُ ثمَّ ذرهم فِي خوضهم لاعبين فصرف من النصب إِلَى الرّفْع لَوْلَا ذَلِك لَكَانَ يلعبوا جزما على جَوَاب الْأَمر وَمثله {فذروها تَأْكُل فِي أَرض الله} وَمن يقْرؤهَا بِالرَّفْع أَي آكِلَة فصرف من النصب إِلَى الرّفْع وَمثله قَول الشَّاعِر (مَتى تأتنا تلمم بِنَا فِي دِيَارنَا ... تَجِد حطبا جزلا وَنَارًا تأججا) وَقَالَ آخر (مَتى تأته تعشو إِلَى ضوء ناره ... تَجِد خير نَار عِنْدهَا خير موقد) رفع تعشو على معنى تأته عاشيا فصرف من النصب إِلَى الرّفْع وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ تعش على المجازاة جزم وَأما قَول الْأَعْشَى وَلَيْسَ من هَذَا النَّوْع (لقد كَانَ فِي حول ثواء ثويته ... تقضي لبانات ويسأم سائم) أَرَادَ أَن يَقُول وَأَن يسأم سائم فصرف النصب إِلَى الرّفْع فَقَالَ ويسأم وَقَالَ بَعضهم نصب ويسأم على إِضْمَار ان فصرف إِلَى النصب لِأَن مَعْنَاهُ وَأَن يسأم

وَالرَّفْع بِالْحملِ على الْموضع

كَقَوْل الشَّاعِر

(وَلما يجد إِلَّا مناخ مَطِيَّة ... تجافى بهَا زور نبيل وكلكل) ومفحصها عَنْهَا الْحَصَى بِجِرَانِهَا ... ومثنى نواج لم يخنهن مفصل) (وَسمر ظماء واترتهن بَعْدَمَا ... مضى هجعه من آخر اللَّيْل ذبل) رفع سمرا وَلم ينسقه على الِاسْتِثْنَاء لِأَنَّهُ حمله على الْمَعْنى لِأَنَّك إِذا قلت لم أر فِي الْبَيْت إِلَّا رجلَيْنِ فَهُوَ فِي الْمَعْنى فِي الْبَيْت رجلَانِ وعَلى هَذَا قَالَ الشَّاعِر (بادت وَغير آيهن على البلى ... إِلَّا رواكد جمرهن هباء) (ومشجج أما سَوَاء قذاله ... فَبَدَا وَغير سارة المعزاء) فَرفع وَكَانَ حَده النصب على الِاسْتِثْنَاء لِأَنَّهُ حمله على الْمَعْنى كَمَا تَقول فني المَال إِلَّا أَقَله رفع على الْمَعْنى لِأَنَّك تُرِيدُ بَقِي أَقَله وساره بِمَعْنى سائره وَأما قَول الفرزدق بن غَالب (إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ رمت بِنَا ... هموم المنى والهوجل المتعسف) (وعظ زمَان يَا بن مَرْوَان لم يدع ... من المَال إِلَّا مسحت اَوْ مجلف) حمله على الْمَعْنى فرفعه لِأَن مَعْنَاهُ بَقِي من المَال مسحت أَو مجلف والمسحت المهلك والمجلف المستأصل من قَول الله جلّ وَعز {فيسحتكم بِعَذَاب} أَي يهلككم وَمعنى لم يدع لم يبْق إِلَّا مسحت وَمن روى مسحت ومجلف بِكَسْر الْحَاء وَاللَّام فِي مجلف فَإِنَّهُ رَفعه على الْمُوَالَاة لِأَنَّهُ جعل إِلَّا بِمَنْزِلَة الْوَاو كَأَنَّهُ قَالَ وعظ زمَان أذهب مالنا ومسحت ومجلف من الزَّمَان أَي مهلك وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز {لِئَلَّا يكون للنَّاس عَلَيْكُم حجَّة إِلَّا الَّذين ظلمُوا مِنْهُم فَلَا تخشوهم واخشوني} مَعْنَاهُ وَالَّذين ظلمُوا مِنْهُم وَإِلَّا فِي مَوضِع الْوَاو وَقَالَ الشَّاعِر (من كَانَ أسْرع فِي تفرق فالج ... فلبونه جربت مَعًا وأغدت) (إِلَّا كناشرة الَّذِي ضيعتم ... كالغصن فِي غلوائه المتنبت) أَي وكناشرة وَإِلَّا فِي مَوضِع الْوَاو وَذَلِكَ أَن بني مَازِن يَزْعمُونَ أَن بني فالج الَّذين هم فِي بني سليم وناشرة الَّذين هم فِي بني أَسد من بني مَازِن وَمِنْه قَول الْأَعْشَى (إِلَّا كخارجة الْمُكَلف نَفسه ... وَابْني قبيصَة أَن أغيب ويشهدا) أَي وكخارجة وَقَالَ آخر

(نهدي الْخَمِيس نجادا فِي مطالعها ... إِمَّا المصاع وَإِمَّا ضَرْبَة رغب) حمل الضَّرْبَة على الْمَعْنى فَرَفعهَا وَلم يعطفها على المصاع فينصبها كَأَنَّهُ قَالَ وَإِمَّا أَن تكون ضَرْبَة رغب وَأما قَول الْأَعْشَى (إِن كنت أعجبتني فَالْآن أعجبتني ... قتل الغلامان بالديمومة البيد) فَإِنَّهُ أَرَادَ مَا قَتله الغلامان فرخم الْهَاء وَسكن التَّاء لتحرك اللَّام وَرفع الغلامين بفعلهما

وَالرَّفْع بالبنية

مثل حَيْثُ وقط لَا يتغيران عَن الرّفْع على كل حَال وَكَذَلِكَ قبل وَبعد إِذا كَانَا على الْغَايَة وَفِي لُغَة بَعضهم حَيْثُ بِالْفَتْح لِأَن الفتحة أخف الحركات وَقَالُوا حَيْثُ وحوث فَمَا كَانَ مَفْتُوحًا فَهُوَ على الْقيَاس وَأما المضمومة كَأَنَّهُمْ توهموا هَذِه الضمة الَّتِي فِي هَذَا الْجِنْس الَّذِي لَا يجْرِي فِيهِ الْإِعْرَاب وَأما المجزومة فَهُوَ متحرك الْوسط سكنوه إِذْ لم يجْتَمع الساكنان وَذَلِكَ مثل نعم وَأجل وَكم وَهل وَمن وَإِنَّمَا سكنوه لِأَنَّهُ حرف جَاءَ لِمَعْنى وَلَيْسَ باسم فَيكون فَاعِلا أَو مَفْعُولا أَو مُضَافا فيدخله الْإِعْرَاب وَإِذا كَانَ الْحَرْف الْمُتَوَسّط مِنْهُ سَاكِنا حرك بِالْفَتْح لِئَلَّا يسكنا مثل أَيْن وَكَيف وليت وَأَن وَحَيْثُ وَأَشْبَاه ذَلِك فاعرف موضعهَا

وَالرَّفْع بالحكاية

كل شَيْء من القَوْل فِيهِ الْحِكَايَة فارفع نَحْو قَوْلك قلت عبد الله صَالح وَقلت الثَّوْب ثَوْبك قَالَ الله جلّ ذكره {سيقولون ثَلَاثَة رابعهم كلبهم} وَقَالَ {وَلَا تَقولُوا ثَلَاثَة} {وَقُولُوا حطة} فَإِذا أوقعت عَلَيْهَا الْفِعْل فانصب نَحْو قَوْلك قلت خيرا قلت شرا نصبت لِأَنَّهُ فعل وَاقع والحروف الَّتِي يحْكى بهَا أَرْبَعَة سَمِعت وقرأت وَوجدت وكتبت قَالَ ذُو الرمة سَمِعت (سَمِعت النَّاس ينتجعون بحرا ... فَقلت لصيدح انتجعي بِلَالًا) ويروى ينتجعون غيثا ويروى وجدت النَّاس رفع النَّاس على الْحِكَايَة وَقَالَ آخر (وجدنَا فِي كتاب بني تَمِيم ... أَحَق الْخَيل بالركض المعار) رفع أَحَق على الْحِكَايَة وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ نصبا كَمَا تَقول وجدت مَالا وَقَالَ آخر (كتبت أَبُو جاد وحطي مرامر ... وخرقت سربالا وَلست بكاتب) وكل مَا استفهمت بِهِ فارفع بالحكاية مَا لم تجئ بِالتَّاءِ فَإِذا جِئْت بِالتَّاءِ فانصب فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَة تظن وَترى أما الرّفْع فَمثل قَوْلك أقلت عبد الله خَارج فيمَ قلت النَّاس خارجون بكم قلت الثوبان فَإِذا جَاءَت التَّاء فانصب نَحْو قَوْلك أَتَقول زيدا عَالما أَتَقول النَّاس خَارِجين قَالَ الشَّاعِر (أنواما تَقول بني لؤَي ... قعيد أَبِيك أم متناومينا) نصب نواما وَبني ب تَقول وَقَالَ آخر (مَتى تَقول القلص الرواسما ... يلحقن أم غَانِم وغانما) نصب القلص الرواسما لما أَدخل التَّاء وَقَالَ آخر (أما الرحيك فدون بعد غَد ... فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا) نصب الدَّار على معنى تظن وَأما قَول الشَّاعِر (فَقَالَت حنان مَا أَتَى بك هَهُنَا ... أذو نسب أم أَنْت بالحي عَارِف) يُرِيد أَمْرِي وأمرك حنان لَوْلَا ذَلِك لنصبه وَأما قَول الآخر (حناني رَبنَا وَله عنونا ... نعاتبه لَئِن نفع العتاب) فَإِنَّهُ أَرَادَ تَحَنن رَبنَا مرّة بعد أُخْرَى والتحنن الرَّحْمَة يَقُول ارحمنا رَحْمَة بعد رَحْمَة وَأما قَول الآخر (يشكو إِلَيّ جملي طول السرى صَبر جميل فكلانا مبتلى) فَإِنَّهُ رفع صبرا لما وَصفه فَقَالَ صَبر جميل لَوْلَا ذَلِك لنصب صبرا على الْأَمر يَقُول أَمْرِي وأمرك صَبر جميل قَالَ طرفَة (أَبَا مُنْذر أفنيت فَاسْتَبق بَعْضنَا ... حنانيك بعض الشَّرّ أَهْون من بعض) كَأَنَّهُ قَالَ رحمتيك لِأَن التحنن من الرَّحْمَة أَي ارحمنا رَحْمَة بعد رَحْمَة وَأما قَوْلك لبيْك إِنَّمَا يُرِيدُونَ قربا ودنوا على معنى إلباب بعد إلباب أَي قرب بعد قرب فَجعلُوا بدله لبيْك وَيُقَال ألب الرجل بمَكَان كَذَا وَكَذَا أَي أَقَامَ وَكَانَ الْوَجْه أَن تَقول لبيتك لأَنهم شبهوا ذَلِك باللبب فَإِذا اجْتمع فِي الْكَلِمَة حرفان غيروا الْحَرْف الْأَخير كَمَا قَالَ الله جلّ وَعز {وَقد خَابَ من دساها} وَالْأَصْل دسسها فَقَالُوا لبيْك قربت وأقمت وَإِذا قَالُوا أَنا لب فَإِنَّمَا يُرِيدُونَ قريب مِنْك مرّة وَاحِدَة وَإِذا قَالُوا لبيْك أَرَادوا أَنا قريب مِنْك أَنا قريب مِنْك مرَّتَيْنِ قَالَ الشَّاعِر (دَعَوْت لما نابني مسورا ... فلبى فلبي يَدي مسور)

وَالرَّفْع بالتحقيق

قَوْلهم لَا رجل إِلَّا زيد وَلَا إِلَه إِلَّا الله رفعت اسْم الله وزيدا على التَّحْقِيق وَلِأَنَّهُ لَا يجوز أَن تسكت دون تَمَامه أَلا ترى انك إِذا قلت لَا رجل لم يكن كلامك تَاما حَتَّى تَقول إِلَّا زيد وَأما قَول الْأَعْشَى (وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ ... لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان) رفع الفرقدين لِأَنَّهُ أَرَادَ والفرقدان يفترقان فَجعل إِلَّا تَحْقِيقا وَقَالَ بَعضهم إِلَّا فِي مَوضِع الْوَاو وَمثله قَول الله تَعَالَى فِي يُونُس {فلولا كَانَت قَرْيَة آمَنت فنفعها إيمَانهَا إِلَّا قوم يُونُس لما آمنُوا} مَعْنَاهُ فَهَلا كَانَت قَرْيَة آمَنت فنفعها إيمَانهَا إِلَّا قوم يُونُس أَي وَقوم يُونُس لما آمنُوا وَإِلَّا فِي مَوضِع الْوَاو وَإِنَّمَا نصب قوم يُونُس لِأَن إِلَّا بِمَعْنى لَكِن قوم يُونُس لِأَن إِلَّا تَحْقِيق وَلَكِن تَحْقِيق وَمثله قَوْله جلّ ذكره {طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتشقى إِلَّا تذكرة لمن يخْشَى} نصب تذكرة على معنى لَكِن تذكرة إِذْ كَانَ من حُرُوف التَّحْقِيق وَمن قَرَأَ تذكرة بِالرَّفْع أَرَادَ إِلَّا أَن تكون تذكرة عَن الْفراء وَأما قَول الشَّاعِر (إِذا لَقِي الْأَعْدَاء كَانَ خلاتهم ... وكلب على الأدنين وَالْجَار نابح) أَرَادَ كَانَ خلاة للأعداء وَهُوَ كلب على الأدنين أَو قيل وَمَا هُوَ أَيْضا فَقَالَ كلب على الأدنين رفع على الِابْتِدَاء وَمثله قَول الآخر (فَتى النَّاس لَا يخفى علينا مَكَانَهُ ... وضرغامة إِن هم بِالْأَمر أوقعا) يَعْنِي وَهُوَ ضرغامة وَلَوْلَا تكون فِي معنى هلا وَتَكون فِي معنى إِذا كَمَا قَالَ الله جلّ وَعز {فلولا إِذا بلغت الْحُلْقُوم وَأَنْتُم حِينَئِذٍ تنْظرُون} مَعْنَاهُ فَإِذا بلغت الْحُلْقُوم وَتَكون هَل فِي معنى أَلَيْسَ قَالَ الله جلّ وَعز (هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر) أَي أَلَيْسَ فِي ذَلِك قسم وَتَكون فِي معنى قد قَالَ الله جلّ ذكره {هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر} أَي قد أَتَى على الْإِنْسَان

وَالرَّفْع ب الَّذِي وَمن وَمَا

فَهَذِهِ أَسمَاء نَاقِصَة لَا بُد لَهَا من صلات وَيكون جوابها مَرْفُوعا أبدا تَقول الَّذِي ضرب عَمْرو زيد ف الَّذِي رفع على الِابْتِدَاء وَضرب صلته وَعَمْرو رفع بِفِعْلِهِ وَزيد رفع لِأَنَّهُ خبر الِابْتِدَاء وَتقول الَّذِي أكلت تمر وَالَّذِي شربت لبن رفعت تَمرا لِأَنَّهُ خبر الِابْتِدَاء وَمثله قَول الله تَعَالَى فِي يُونُس {مَا جئْتُمْ بِهِ السحر} رفع على الْخَبَر أَي الَّذِي جئْتُمْ بِهِ السحر وَأما قَول الشَّاعِر (عدس مَا لعباد عَلَيْك إِمَارَة ... عتقت وَهَذَا تحملين طليق) مَعْنَاهُ الَّذِي تحملين طليق رفع لِأَنَّهُ خبر الَّذِي وَمثله {إِن الَّذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} أَي إِن الَّذين تدعون عباد أمثالكم وَمثله أَيْضا {إِنَّمَا صَنَعُوا كيد سَاحر} مَعْنَاهُ إِن الَّذِي صَنَعُوا وَأما مَاذَا فَمنهمْ من يَجْعَل مَاذَا بمنزله مَا وَحده فَيَقُول مَاذَا رَأَيْت أَي مَا رَأَيْت فَتَقول زيدا أَي رَأَيْت زيدا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فِي النَّحْل {مَاذَا أنزل ربكُم قَالُوا خيرا} كَأَنَّهُ قَالَ أنزل خيرا وَمِنْهُم من يَجْعَل مَاذَا بِمَنْزِلَة الَّذِي فَيَقُول مَاذَا رَأَيْت فَتَقول خير أَي الَّذِي رَأَيْت خير قَالَ الله تَعَالَى {مَاذَا أنزل ربكُم قَالُوا أساطير الْأَوَّلين} رفع على معنى الَّذِي أنزل أساطير الْأَوَّلين وَمِنْه قَول الله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة {ويسألونك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو} بِالرَّفْع مَعْنَاهُ الَّذِي يُنْفقُونَ الْعَفو قَالَ الشَّاعِر (أَلا تسْأَلُون الْمَرْء مَاذَا يحاول ... أنحب فَيقْضى أم ضلال وباطل) قَالَ أنحب على معنى الَّذِي يحاول نحب أم ضلال وباطل وَيقْرَأ {مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو} بِالنّصب على معنى يُنْفقُونَ الْعَفو وَهُوَ فضلَة المَال وَكَذَلِكَ عَفْو المَاء وَالْقدر وَغير ذَلِك فضلته وَكَذَلِكَ يجوز النصب فِي قَوْله {مَا جئْتُمْ بِهِ السحر} و {إِنَّمَا صَنَعُوا كيد سَاحر} على إِيقَاع الْفِعْل أَي صَنَعُوا وأصل الَّذِي ذُو كَمَا قَالَ الشَّاعِر (إِذا مَا جنى لم يستشرني بذو جنى ... وَلَيْسَ يعريني الَّذِي هُوَ قارف يَعْنِي بِالَّذِي جنى وَمثله قَول الآخر (فَإِن بَيت تَمِيم ذُو سَمِعت بِهِ ... فِيهِ تنمت وعزت بَينهَا مُضر) ذُو سَمِعت أَي الَّذِي سَمِعت وَقَالَ آخر (إِذا مَا أَتَى يَوْم يفرق بَيْننَا ... بِمَوْت فَكُن يَا وهم ذُو يتَأَخَّر) أَي الَّذِي يتَأَخَّر ثمَّ أدخلُوا على ذُو الْألف وَاللَّام للتعريف وَيلْزم الْيَاء كَمَا ألزمت الكسرة فِي هَؤُلَاءِ فِي كل وَجه فَإِذا جمعُوا زادوا على الَّذِي نونا وجعلوه اسْما بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ ضم أَحدهمَا إِلَى الآخر فألزمت الفتحة اليت هِيَ أخف الحركات وَلَا يتَغَيَّر الَّذين إِلَى غير النصب فِي جَمِيع الحركات وَأما التَّثْنِيَة مِنْهُ فَإِنَّهُ مَصْرُوف تَقول اللَّذَان قَالَا وَرَأَيْت اللَّذين قَالَا ومررت باللذين قَالَا ثمَّ جمعُوا فَقَالُوا الَّذين فِي كل وَجه كَمَا قَالُوا فِي حَضرمَوْت ومعد يكرب

وَالرَّفْع ب حَتَّى إِذا كَانَ الْفِعْل وَاقعا

قَوْلهم سرنا حَتَّى ندْخلهَا رفعت ندْخلهَا لِأَنَّهُ فعل قد مضى وَهُوَ وَاقع فَكَأَنَّهُ صرف من النصب إِلَى الرّفْع وَوَجهه حَتَّى دخلناها قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

(مطوت بهم حَتَّى تكل غزاتهم ... وَحَتَّى الْجِيَاد مَا يقدن بأرسان) رفع تكل على معنى حَتَّى كلت وَهُوَ وَاقع فَكَأَنَّهُ صرف من النصب إِلَى الرّفْع وعَلى هَذَا يقْرَأ هَذَا الْحَرْف {وزلزلوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول} بِالرَّفْع أَي حَتَّى قَالَ وَهُوَ وَاقع وَيقْرَأ بِالنّصب على معنى الِاسْتِقْبَال

وَالرَّفْع بالقسم

لَا يكون إِلَّا بلام التَّأْكِيد مثل قَوْلهم لعمر الله ولعمرك قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد الْأَزْدِيّ (لعمر أَبِيك الْخَيْر مَا رَهْط خندف ... تدافعهم عَنْك الرماح المداعس) وَقَالَ آخر (لعمرك مَا تَدْرِي الطوارق بالحصى ... وَلَا زاجرات الطير مَا الله صانع) رفع لعمرك لِأَنَّهُ شبه لامه بلام الْخَبَر كَقَوْلِه جلّ ذكره {إِن الْإِنْسَان لرَبه لكنود وَإنَّهُ على ذَلِك لشهيد وَإنَّهُ لحب الْخَيْر لشديد} و {إِن رَبهم بهم يَوْمئِذٍ لخبير}

وَالرَّفْع فِي الْأَفْعَال الْمُسْتَقْبلَة

وَهُوَ الْفِعْل المستأنف رفع أبدا إِلَّا أَن يَقع عَلَيْهِ حرف جازم أَو حرف ناصب وعلامة الْفِعْل الْمُسْتَقْبل أَن يَقع فِي أول الْفِعْل أحد هَذِه الْحُرُوف الْأَرْبَعَة وَهِي الْألف وَالتَّاء وَالْيَاء وَالنُّون وَمَعْنَاهُ بِالْألف أَنا أخرج وبالتاء أَنْت تخرج وبالياء هُوَ يخرج وبالنون نَحن مخرج فَإِذا وَقع أحد هَذِه الْحُرُوف فِي أول الْفِعْل كَانَ رفعا أبدا

وَالرَّفْع بشكل النَّفْي

وَهُوَ كل مَا جَازَ فِيهِ النصب بِالنَّفْيِ ثمَّ رفعته فَهُوَ شكل النَّفْي على مَا قرؤوا {فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال فِي الْحَج} وَمَعْنَاهُ لَيْسَ رفث وَلَيْسَ فسوق وَأما قَول الشَّاعِر (فَلَا أَب وابنا مثل مَرْوَان وَابْنه ... إِذا هُوَ بالمجد ارتدى وتأزرا) وَأما قَول الآخر (لَا نشب الْيَوْم وَلَا خلة ... إتسع الْخرق على الراقع) نونت الِاسْم الثَّانِي لِأَنَّك لم تجْعَل خلة مَعَ نشب اسْما وَاحِدًا لِأَنَّك جعلت الْيَوْم بَينهمَا وعَلى أَنَّك جعلت الْوَاو للْعَطْف لَا للنَّفْي لِأَن مَوضِع نشب نصب وَإِن شِئْت قلت لَا غُلَام وَلَا جَارِيَة عنْدك ترفع جَارِيَة على الِابْتِدَاء وَأما قَول الشَّاعِر (بهَا الْعين والآرام لَا عد عِنْدهَا ... وَلَا كرع إِلَّا المغارات والربل) فَهَذَا يجوز النصب وَالرَّفْع فِي كليهمَا وَمثله قَول الشَّاعِر (هَذَا وجدكم الصغار بِعَيْنِه ... لَا أم لي وَإِن كَانَ ذَاك وَلَا أَب) وَفِي مثله لِلرَّاعِي (مَا إِن صرمتك حَتَّى قلت معلنة ... لَا نَاقَة لي فِي هَذَا وَلَا جمل) بِمَعْنى لَيْسَ نَاقَة لي وَمثله قَول الله جلّ وَعز {لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تأثيم}

وَالرَّفْع ب هَل وَأَخَوَاتهَا من حُرُوف الرّفْع

مثل قَوْلك هَل أَبوك حَاضر وَأَيْنَ أَبوك خَارج وخارجا وَكَيف أَبُو زيد صانع وصانعا وَإِنَّمَا جَازَ النصب فِي خبر أَيْن وَكَيف لِأَنَّك تَقول أَيْن أَبوك وَكَيف زيد وتسكت فَيكون كلَاما تَاما ثمَّ تنصب على الِاسْتِغْنَاء وَتَمام الْكَلَام وَإِذا قلت هَل أَبوك لم يجز لَك السُّكُوت حَتَّى تَقول خَارج فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا الرّفْع وَتقول هم قوم كرام فَإِذا جعلت هَذِه الْحُرُوف فصلا بَين حُرُوف الترائي وحروف كَانَ لم تعْمل شَيْئا وأجريت الْكَلَام على أَصله كَقَوْلِك كَانَ عَمْرو هُوَ خيرا مِنْك قَالَ الله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال {وَإِذ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحق من عنْدك} نصب الْحق لِأَنَّهُ خبر كَانَ وَقَالَ الله عز وَجل فِي الزخرف {وَمَا ظلمناهم وَلَكِن كَانُوا هم الظَّالِمين} وَقَالَ فِي الشُّعَرَاء {إِن لنا لأجرا إِن كُنَّا نَحن الغالبين} وَقَالَ فِي المزمل {تَجِدُوهُ عِنْد الله هُوَ خيرا وَأعظم أجرا} نصب خيرا وَأعظم أجرا لِأَنَّهَا خبر تَجدوا وَنصب أجرا على التَّمْيِيز وَقَالَ عز وَجل فِي آل عمرَان {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم} نصب خيرا لِأَنَّهُ خبر يحْسب فَأَما تَمِيم فَترفع هَذَا كُله ويجعلون الْمُضمر مُبْتَدأ وَمَا بعده خَبره كَمَا ينشد هَذَا الْبَيْت (قَالَت أَلا ليتما هَذَا الْحمام لنا ... إِلَى حمامتنا أَو نصفه فقد) فيرفعون ب هَذَا وَلَا يعْملُونَ لَيْت قَالَ الشَّاعِر ايضا (تحن إِلَى ليلى وَأَنت تركتهَا ... وَكنت عَلَيْهَا بالملا أَنْت أقدر) رفع أقدر ب أَنْت وَلم يلْتَفت إِلَى كَانَ لِأَنَّهُ يجب أَن يكون لأَنْت خبر وعَلى هَذَا يقْرَأ من يقْرَأ هَذَا الْحَرْف فِي الْمَائِدَة {فَلَمَّا توفيتني كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم} رفع الرَّقِيب ب أَنْت فَكل مُضْمر يجعلونه مُبْتَدأ ويرفعون مَا بعده على خبر الْمُبْتَدَأ وَمثله قَول الله تَعَالَى فِي الْكَهْف {إِن ترن أَنا أقل مِنْك مَالا وَولدا} رفع أقل ب أَنا وَقَالَ الشَّاعِر (إِنِّي إِذا مَا كَانَ أَمر مُنكر ... وازدحم الْورْد وضاق الْمصدر (وجدتني أَنا الربيس الْأَكْبَر) والربيس خبر الِابْتِدَاء والأكبر نَعته وَتقول مَتى أَنْت وأرضك وَمَتى أَنْت والجبل نصبت أَرْضك على معنى مَتى عَهْدك بأرضك وَمَا يمنعك من الْجَبَل فتنصه على معنى الظّرْف قَالَ الشَّاعِر (اتوعدني بقومك يَا بن حجل ... أشابات تخالون العبادا) (وَنِعما جمعت حصن وَعَمْرو ... وَمَا حصن وَعَمْرو والجيادا) أَرَادَ وَمَا كَانَ حصن وَعَمْرو مَعَ الْجِيَاد فَلَمَّا حذف مَعَ وأضمر كَانَ نصب وَقَالَ آخر (وَمَا أَنا وَالشَّر فِي متْلف يبرح بِالذكر الضَّابِط) فَكَأَنَّهُ قَالَ كَيفَ أكون مَعَ الشَّرّ وَتقول كن أَنْت وَزيد فِي مَوضِع وَاحِد وَإِذا جَاءُوا بالحروف الَّتِي ترفع لم يتكلموا فِيهَا الا الرّفْع مثل قَوْلك مَا فعلت أَنْت وَزيد مَا أَنْت وَالْمَاء لَو شربته مَا أَنْت والأسد لَو لَقيته وَأما هَذَا وأشباهه فهم ينصبون بهَا خبر الْمعرفَة ويرفعون خبر النكرَة وَأما قَول الله جلّ وَعز فِي الْأَحْقَاف {قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} عَارض نكرَة وممطرنا معرفَة وَلَا ينعَت معرفَة نكرَة وَلَا بنكرة بِمَعْرِِفَة فَهَذَا مَعْنَاهُ هَذَا عَارض ممطر لنا وَأما قَوْله فِي الْأَحْقَاف {وَهَذَا كتاب مُصدق لِسَانا عَرَبيا} لِأَن الْعَرَب إِذا طَال كَلَامهم بِالرَّفْع نصبوه كَمَا يَقُولُونَ هَذَا فَارس على فرس لَهُ ذنوبا نصب ذنوبا لما تبَاعد من فرس وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ هَذَا رجل مَعَه صقر صائدا بِهِ وَقَالَ بَعضهم نصب لِسَانا بإيقاع الْفِعْل عَلَيْهِ أَي يصدق لِسَانا وَأما قَوْله فِي الْأَحْقَاف {وَلَا تستعجل لَهُم كَأَنَّهُمْ يَوْم يرَوْنَ مَا يوعدون لم يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَة من نَهَار بَلَاغ} رفع بلاغا على معنى وَلَا تستعجل ثمَّ قَالَ لَهُم بَلَاغ وَقَالَ بَعضهم رفع بلاغا على إِضْمَار هَذَا بَلَاغ وَالله أعلم مضى تَفْسِير وُجُوه الرّفْع وَهَذَا

الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي
المقدمةوجوه النصبوجوه الرفعتفسير وجوه الخفضتفسير إعراب جمل الجزمجمل الألفاتجمل اللاماتتفسير جمل الهاءاتجمل التاءاتجمل الواواتتفسير جمل اللام ألفاتاختلاف ما في معانيهتفسير الفاءاتتفسير النوناتتفسير الباءاتتفسير الياءاتفصل في رويدفصل في الفرق بين أم وأو