الأخلاق والسير في مداواة النفوس/المقدمة
![الصفحة الثانية](http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/thumb/b/bf/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B3_%D8%A3%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B2%D9%85_%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A9_%282%29.jpg/450px-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B3_%D8%A3%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B2%D9%85_%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A9_%282%29.jpg)
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أسألك العون
اللهم صل على محمد وآله وسلم
قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفقيه الأندلسي رحمه الله :
الحمد لله على عظيم مننه ، و صلى الله على محمد عبده و خاتم أنبيائه و رسله و سلم تسليمًا كثيرا ، وأبرأ إليه تعالى من الحول والقوة ، وأستعينه على كل ما يعصم في الدنيا من جميع المخاوف والمكاره ، و يخلص في الأخرى من كل هول و ضيق .
أما بعد فإني جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام و تعاقب الأحوال بما منحني عز و جل من التهمم بتصاريف الزمان ، والإشراف على أحواله ، حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري ، و آثرت تقييد ذلك بالمطالعة له والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، و على الازدياد من فضول المال .
ورقمت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب لينفع الله به من يشاء من عباده ممن يصل إليه ما أتعبت فيه نفسي، و أجهدتها فيه و أطلت فيه فكري فيأخذه عفواً ، و أهديت إليه هنيئًا، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال و عقد الأملاك إذا تدبره و يسره الله تعالى لاستعماله , وأنا راجٍ في ذلك من الله تعالى ، أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده و إصلاح ما فسد من أخلافهم ، و مداواة علل نفوسهم ، و بالله تعالى أستعين , وحسبنا الله ونعم الوكيل .