إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
المظهر
إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
وإنْ سمعتْ أذني فلستَ سوى سمعي
وإنَّ قوايا كلها ومحلها
وجودُكَ يا سري كما جاءَ في الشرعِ
ولا حكمَ منْ طبعٍ إذا ما تكونُهُ
فإنْ كنته كان التحكم للطبع
إذا كنتَ عيني حينَ أبصركمْ بكمْ
فقدْ أمنتْ عينايَ منْ علةِ الصدعِ
إذا فرقتْ أسماؤهْ عينَ صورتي
على صورتي فيهِ أحنُّ إلى الجمعِ
فاحمده حمدَ المحامد كلها
وأشكرُه في حالةِ الضرِّ والنفعِ
وارقب أحوالي إذا كان عينها
واشهده في صورة الوهب والمنع
لقد أثرت لما أغارت جيادُه
بميدانِهِ شحباً كثيراً منَ النفعِ
فما قرعُ بابِ اللهِ والبابُ أنتمُ
كما أنتَ ذاتي حينَ أشرعُ في القرعِ
واشهده عند اللوى وانعطافه
وإن كمال الحق في مشهد الجزْعِ
وصورتُهُ في الدرِّ أكملُ صورةٍ
وصورةُ عينِ الكونِ أكملُ في الجزعِ
أما وجلالُ النازعاتِ وغرقها
لقدْ شهدتْ عيني الطوالعَ في النزعِ
إذا لمْ يكنْ فرعٌ لأصلِ وجودنا
وهل ثمر تجنيه إلا من الفرعِ
وصقعٌ وجودُ الحقِّ في دارِ غربتي
فلا صقعٌ أعلى في المنازلِ من صقعي
ألا إنهُ يخفي معَ الوترِ عينهِ
ويظهرها للعين في حضرةِ الشفعِ
ألا كلُّ ما قد خامر العقلَ خمرةٌ
وإنْ كانَ في مزرٍ وإنْ كانَ في تبعِ
لقدْ رفعتْ للعينِ أعلامُ هديهِ
وضمن كيد الحقِّ في ذلك الرفع
ولولا دفاعُ اللهِ هدتْ صوامعٌ
لرهبانِ ديرٍ فالسلامةُ في الدفعِ
لقد سحت في شرقِ البلاد وغربها
وما خفيتْ نعلي ولا انقطعتْ شسعي
وفي عرفاتٍ ما عرفتُ حقيقتي
ولا عرفتُ حتى أتيتُ إلى جمعِ
ولمَّا شهدناها وجئتُ إلى منىً
بذلتُ لهُ بالنحرِ ما كانَ في وسعي
حصبتُ عدوي جمرةً بعدَ جمرةٍ
ببضعٍ منْ الأحجارِ بوركَ منْ بضعِ
ولما أتيتُ البيت طفتُ زيارة
حنينا بها من فوق أرقعة سبع
عنايةُ ربي أدركتْ كلِّ كائنٍ
منَ الناسِ في ختمِ القلوبِ وفي الطبعِ
ومن أجل ذا لم يدخل الكبر قلبهم
على موجد الصنع الذي جل من صنع
ولولا وجودُ السمعِ في الناسِ ما اهتدوا
وليس سوى علمِ الشريعةِ والوضع
فكمْ بينَ أهلِ النقلِ والعقلِ يا فتىً
وهلْ تبلغُ الألبابَ منزلهُ السمعِ