أسهل المسالك في مذهب الإمام مالك/المقدمة
المقدمة
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ فَرَضَا
عَلَى الْوَرَى تَوْحِيدَهُ وَحَرَّضَا
عَلَى امْتِثَالِ أَمْرِهِ عِبَادَهْ
وَخَصَّ بِالتَّوْفِيقِ مَنْ أَرَادَهْ
ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَتْرَى
عَلَى نَبِيٍّ جَاءَنَا بِالْبُشْرَى
مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلَا
لِلْعَالَمِينَ رَحْمَةً تَفَضُّلَا
وَالْآلِ وَالصَّحْبِ وَأَتْبَاعِ الْهُدَى
بِعَدِّ مَعْلُومَاتِ رَبِّي أَبَدَا
(وَبَعْدُ): إِنَّ الْعِلْمَ فَرْضٌ لَزِمَا
كُلَّ امْرِئٍ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَا
مَا أَوْجَبَ اللهُ مِنَ الْأَحْكَامِ
عَلَيْهِ فِي شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ
وَإِنَّ خَيْرَ مَا اعْتَنَى وَشَمَّرَا
لَهُ الْفَتَى: مَا فِيهِ نَفْعٌ لِلْوَرَى
وَقَدْ رَأَيْتُ حَاوِيًا مُخْتَصَرَا
مُهَذَّبًا لِلْمُبْتَدِي مُيَسَّرَا
لِلْفَاضِلِ السُّهَائِيِ ابْرَاهِيمَا
حَبَاهُ مَوْلَاهُ الرِّضَا الْمُقِيمَا
يُدْعَى: بِتَرْغِيبِ الْمُرِيدِ السَّالِكِ
فِي مَذْهَبِ الْحَبْرِ الْإِمَامِ مَالِكِ
فَرُمْتُهُ نَظْمًا رَجَا أَنْ يَحْصُلَا
لِلْمُبْتَدِي نَفْعًا وَحِفْظًا يَسْهُلَا
وَرُبَّمَا قَدَّمْتُ أَوْ أَخَّرْتُ
أَوْ زِدْتُ أَحْكَامًا بِهَا تَمَّمْتُ
سَمَّيْتُهُ: بِأَسْهَلِ الْمَسَالِكِ
لِنَظْمِ تَرْغِيبِ الْمُرِيدِ السَّالِكِ
وَأَسْأَلُ اللهَ بِجَاهِ أَحْمَدِ
وَآلِهِ الْغُرِّ بُلُوغَ مَقْصِدِي
وَأَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِذَاتِهِ
وَمُوجِبًا لِلْفَوْزِ مَعْ مَرْضَاتِهِ
ونافعا لمن حواه أو قرا
أو من وعى أو من سعى أو أمرا
وعصمة من كل زيغ وزلل
فإنه حسبي عليه المتكل