أرأيت ما فعلت بنا الصهباء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أرأيت ما فعلت بنا الصهباء

​أرأيت ما فعلت بنا الصهباء​ المؤلف ابن القيسراني


أرأيت ما فعلت بنا الصهباء
من حيث تسبي العقل وهي سباء
جارت على الأعطاف حين جرت لها
جرى النسيم غصونه الندماء
بكر على قرع المزاج تبرجت
في الكأس فهي قريعة عذراء
نار يزيد الماء في إيقادها
أرأيت نارا يزدهيها الماء
ومن العجائب أن تروض أمة
قتلت وفيها بعد ذاك إباء
يحدو بها صخب المثاني كلما
غنى تثنت أيكة غناء
حسب الأماني موردا ومغردا
وهل المنى إلا غنى وغناء
ما لي وللأيام تخطب هدنتي
حتى كأن صروفها أكفاء
لا تستطيع يد تصد شكيمتي
عن شيمتي فلتجهد الأعداء
إني لذو لونين أحمد معشرا
وأذمهم ما أحسنوا وأساءوا
خلق سما خلق الأمير بفضله
والسيف فيه رونق ومضاء
متواضع في عزه لعفاته
إن التواضع في العلاء علاء
من معشر ذهبوا وأحيوا ذكرهم
من......
المدركين من العدى ما أملوا
والآخذين من العلى ما شاءوا
يا ذا المناقب كلما اجتهد العدى
في كتمها نمت بها الآ لأء
عقد الرهان على لحاقك معشر
لا داحس فيهم ولا الغبراء
من ذا يحاول هدم أبنية العلى
سيما إذا كان الندى البناء
قد حلقت بك في المعالي همة
لا تستطيع تجوزها الجوزاء
فاسلم فإنك للمساعي غاية
وافخر فإنك للسماء سماء