انتقل إلى المحتوى

أحاكمها في مهجتي ولها اليد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أحاكمها في مهجتي ولها اليد

​أحاكمها في مهجتي ولها اليد​ المؤلف ابن القيسراني


أحاكمها في مهجتي ولها اليد
وأطلب منها رد قلبي فتجحد
وأسأل داجي هجرها عن صباحه
وهجر الغواني ليلة ما لها غد
فيا منتهى النجوى إذا صرح الهوى
وباتت به الشكوى لظى تتوقد
عهدتك يوم الروع ضامن نجدتي
فهل أنت إن غارت هباتك تنجد
نشدتك لا تأمن على مضمر الحشى
مدامع شمل السر فيها مبدد
فكل حديث يمكن السمع رده
سوى مستفيض عن جوى القلب يسند
بكينا دما والقاصرات سوافر
فلاحت خدود كلهن مورد
وقد وقف الواشون من كل وجنة
على محضر فيه المدامع تشهد
فجفن محب فيه جرح مضرج
وجفن حبيب فيه سيف مهند
سهرت غراما واللواحي هواجد
وكيف ينمام الليل طرف مسهد
ألوذ ببرد اليأس من وغرة النوى
وأطمع عند القرب والقرب أبعد
أأدرك ما فاتت به سنة الكرى
وأرجو صلاح الدهر والدهر مفسد
أرى القوم صما كلما ذكر الندى
كأن الندى في السمع معنى مردد
فما صرح التشمير عن خوض لجة
إلى الحظ إلا قيل صرح ممرد
عجبت لأحكام الليالي وجورها
عن القصد في الاقسام حيث تقصد
ووسنا لنا في ظل الغبارة ناعم
ويقظان في نار الذكا يتوقد
وآلمني من فات همي اهتضامه
وأقصدني من ليس فيه مقصد
وولتك أعناق المعالي سيادة
نيابتها في الشرق والغرب سودد
فللملك وجه سافر عن سفارة
يؤكدها منك الولاء المؤكد
أنامت مساعيك الظبى في جفونها
فهل كان في تنبيه رأيك مرقد
وداويت فيها ناظر السيف بعدما
مضى وهو طرف من دم الحرب أرمد
دلفت إليها خائضا غمراتها
وموج الوغى بين الفريقين مزبد
تقطب منك البيض وهي ضواحك
ويفتر عنك الخطب واليوم أربد
ونافذ آراء متى لم تصل بها
فلا الرمح مركوز ولا السيف مغمد
فللنصرمنها ما تحوز وتصطفي
وللمجد منها ما تحل وتعقد
.... عندك خائفا
فراقا له منك التبسم موعد
وأعطيت في قتل الخطوب دياتها
وكيف يديها القاتل المتعمد
مناقب لا الرأي القياسي ناهض
بها فسواء عالم ومقلد
أرى البخل يفني المال والمال راهن
ويبقى السماح المرء والمرء ينفد
فدونكها كالحضر سرا ونفحة
تغور بآفاق البلاد وتنجد
لها بين افواه الرواة تلاوة
تردد ما دام الليالي تردد
نهى توجد الألباب عند وجودها
وتنشد في أثنائها حين تنشد
لقائح أفكار تمادى نتاجها
فأولدها هذا الكلام المولد
فلا زال يحدوها إليك اشتياقها
لها كل وقت منك عهد مجدد