|
|
لأبناءِ حوَّا منِّيَ الهزءُ وَالْعَطْفُ
|
|
فَأَقْوالُهُمْ صِنْفٌ وَأَفْعالُهُمْ صِنْفُ
|
عُقولٌ، وَلكِنَّ السَّخافاتِ جَمَّةٌ
|
|
وَأَفْئِدةٌ، لكِنَّها – غالباً – غُلْفُ
|
هُم اخْتَلَفوا في البدءِ وِاتَّفَقوا معاً
|
|
على أن يدومَ الشَّرُّ والظّلمُ والخُلْفُ
|
وَهُمْ صَوَّروا ما قدْ دَعوهُ فَضائلاً
|
|
وما هي إلا دون شرهمُ سجفُ
|
فلا خَيْرَ إلا أنْ يكونَ وسيلةً
|
|
ولا بذرَ إلا أنْ يُرادَ لَهُ قَطْفُ
|
إذا أوّلوا النعمى طَغَوا وتجبَّروا
|
|
وسرعانَ ما يلوون إن جاءهم صرْفُ
|
سكارى كأنَّ الموتَ يأخُذُ غيرَهُم
|
|
فداءً لهم كَيْلا يَمُرَّ بِهِمْ حَتْفُ
|
فَهَلْ نَفَسُ الإنسانِ منفاخ نافخٍ
|
|
ونار الأماني من تردده تخفو
|
عَجيبٌ لمن يرتاعُ مِنْ شَيْبِ شعرِهِ
|
|
ويُذهِبُ عَنْهُ خَوْفَهُ الصَّبْغُ وَالنَّتْفُ
|
وَمِنْ طامعٍ لا يكتفي بِحَياتِهِ
|
|
فَيَرْنو لِما بَعْدِ الحياةِ لَهُ طَرْفُ
|
يُريدُ خُلودَ الذِّكْرِ وَهْوَ بِقَبْرِهِ
|
|
وَيَسْري إلى أعْقابِ أعقابِهِ «الوقفُ»
|
فيا مَنْ لَهُمْ في النّاسِ ذِكْرٌ مُخَلَّدٌ
|
|
أيأتيكُمْ عَمّا يَقولونَهُ كَشْفُ
|
وَإنّي أرى التاريخَ أكْذَبَ كاذِبٍ
|
|
أيَصْدُقُ فيما قالَهُ عَنْكُمُ الوَصْفُ
|
|
وَبِالرَّغْمِ مِنّي صِرْتُ مِنْهُمْ وَإنَّني
|
|
لإيّاهُم، وَالْفَرْدُ في الجَمْعِ مُلتَفُّ
|
أتيتُ إلَيْهم صارِخاً غَيْرَ عالِمٍ
|
|
فَهَشُّوا وبالبُشرى إلى معشري خَفّوا
|
وأوَّل قيدٍ طوَّقوني بِغِلِّهِ
|
|
ثِيابٌ وِأقْماطُ على الجسمِ تَلْتَفُّ
|
فما اخْترْتُ ميلادي وَما اخترْتُ نزعتي
|
|
وما ليَ في التاريخِ من سيرتي حَرْفُ
|
أعيشُ كما شاءوا وشاء اجْتِماعُهُمْ
|
|
تُكَيِّفُني عاداتُ قَوْمِيَ والعُرْفُ
|
وَعَقْلي كَجِسْمي ما ملكتُ قيادَهُ
|
|
وَغايَتُهُ إنّي لَمّا رَسَمُوا أقفو
|
كأنَّهُمْ ختْمٌ، كأنِّيَ شَمْعةٌ
|
|
ليَ الكم من نفسٍ وَهُمْ لَهُمُ الكيفُ
|
حياء ولولا اللوم دامت صراحتي
|
|
وخوفٌ وليدٌ أصْلُهُ العسْفُ والعنْفُ
|
درجتُ بألفاظي القليلة سائلاً
|
|
وَعَقْلي لِما يُمْلى على مَسْمَعي طرْفُ
|
وَسِرْتُ مَعَ التّيّارِ لا مُتَلَفِّتاً
|
|
شِعارُ شَبابي: الغايةُ اللَّهْوُ وَالقَصْفُ
|
وَكُلِّيَ آمالٌ كِبارٌ قَوامُها
|
|
كآمالِ قَوْمي - المالُ وِالصِّيتُ وِالإلْفُ
|
طَمعتُ وَهُمْ قَدْ لَقَّنوني مَطامِعي
|
|
قُفولٌ بأيدي الغيرِ، مِفْتاحُها العَسْفُ
|
وَماذا؟ فَلِذّاتي معاً وَمَصائبي
|
|
لَدى يَقْظَتي كالحلمِ ساعةَ ما أغفو
|
وَها أنا أسلو ما ملكت عواطفي
|
|
ولكنَّها مُذْ شِبْتُ أدرَكَها الضعْفُ
|
مَضى نِصْفُ عُمْري لَمْ يَفِدْني حقيقةً
|
|
فَما هِيَ آمالي وإن بَقِيَ النِّصْف؟
|
فما حيلتي والاجتماعُ مقيِّدي
|
|
إذا شئتُ صفواً فالموارِدُ لا تصفو
|
أرى الحقَّ رؤيا الشمسِ والحظّ منهما
|
|
شعاع ولكن لا تنالهما الكفُّ
|
أعفُّ كفافاً ثم أهدأ قانعاً
|
|
سعيداً فأين الآخر القانع العفُّ؟
|