صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٩١ -

أمره فدخل أرمينية واذربيجان وأرض الجزيرة وعات فيهم وأتعب قائد الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني. وبعد مقتل هذا الثائر قام الرشيد بأداء العمرة شكراً لله1.

وفي سنة ١٧٩هـ خرج بخراسان، ثائر خارجي آخر، هو حمزة بن أتــــــــرك السجستاني، الذي دوخ جيوش علي بن عيسى بن ماهان، حتى أن الوالي "قصـد القرى التي كان أهلها يعينون حمزة فأحرقها وقتل مـن فيها". وتورد النـــــــــصوص أن هذا الثائر قام بأعمال فظيعة منها أنه كان يقتل الغلمـان بالمكاتب كما كـان يقتل معلمهم. واضطر طاهر بن الحسین عامل ابن ماهان على بوشيخ إلى القيام بأعمال رهيبة ضد الخوارج المحاربين منهم والقاعدين (غير المحاربين) ومن لهـم ديوان ومن لا ديوان لهم. تقول الروايات أنه كان "يشد الرجل منهم في شجرتين يجمعهما ثم يرسلهما فتأخذ كل شجرة نصفه". وذلك حتى طلبوا الأمـان فـي سنة ١٨٥هـ.

الفتنة بمصر:


هذه الاضطرابات التي سرت في أرجاء الدولة بلغت أرض مصر الآمنـة المطمئنة بدورها فقام في سنة ١٧٨هـ أهل الحوف وهم من قيس وقضاعة بالثورة وقاتلوا عاملهـم الذي استنجد بعامل فلسطين. وبعد أن أخمدت الثورة أمر الخليفة بعزل والـي مصر وعيّن آخر مكانه.

الشيعـة:


أما عن العلويين (الشيعة) فكان لهم نشاطهم المعادي أيضاً ولو أن نشاطهم لم يصل إلى درجة خطيرة كما هو الحال بالنسبة للخوارج، ففي أول عهد الرشيد اطمأن العلويون وظهر من كان مختفياً منهم مثل ابراهيم بن إسماعيل المعروف بطباطبا،


  1. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۹۷، ص ١٠١.