صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٩٠ -

هذه النواحي وتمكن هؤلاء من قتل عيسى بن علي. وعندما سار علي بن عيسى إلى مرو ليحميها من رافع عزله الرشيد كما نستبين من النصوص طمعاً في أمواله، واستعمل بدلاً منه هرثمة بن أعين، وقبض ابن أعين على الوالي المعزول وأخذ أمواله بأمـر من الرشيد. وجد هرثمة في حرب رافع فحاصره بسسمرقند، واستعان بطاهر بــن الحسين القائد المشهور في قتاله. واهتم الخليفة بأمر رافع وأشفق من تزايد خطره حتى أنه عزم على الخروج إليه بنفسه. ولكن الرشيد سيموت في الطريق وذلك قبـل القضاء على ثورة رافع بن الليث التي ستستمر حتى سنة ١٩٥هـ1.

أما عن الخوارج فإن ثوراتهم لم تنقطع خاصة في إقليم الجزيرة، وكذلك خراسان.

ففي أول عهد الرشيد قام أحدهم بالجزيرة وهزم الوالي وتقدم نحو الموصــــل وهزم حامية المدينة ولم تتمكن جيوش الخليفة من النيل منه إلا بعد عناء شديد.

وفي سنة ١٧٥هـ خرج أحد الموالي من القيسية وهو حصين الخارجي بخراسان وهزم والي سجستان، واستولى على عدد من المدن. واستطاع كما تقول الروايـــــــــات ولو في قلـة من قواته لم تتجاوز الستمائة رجل أن يهزم الجيش الذي سيره إليـه والي خراسان وكان يبلغ اثني عشر ألفاً.

وظل الثائر يعيث في البلاد فساداً حتى قتل سنة ١٧٧هـ2.

وأثناء ثورة الحسين، قام خارجي آخر بالجزيرة وقدم الموصل وتمكـن من هزيمة عسكرها قبل أن يقتل3.

أما الثورة الخارجية التي أزعجت الخليفة فهي ثورة الوليد بن عريف التغلبـي الذي خرج بالجزيرة سنة ١٧٨هـ، وفتك بالمسلحة العباسية في نصيبين، وقـــوى


  1. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١٢٢.
  2. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٨٩.
  3. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٩٤.