صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٩٢ -

وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين. وفي سنة ١٧١هـ تذكر النصوص أن الرشيد أمر بإخراج الطالبيين من بغداد إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ماعدا العباس بن الحسن بن عبد الله بن عباس1.

ظهور يحيى بن عبد الله بالديلم:


قام يحيى بن عبد الله بن الحسن بالثورة على الرشيد في بلاد الديلم، فـي سنة ١٧٦هـ وأزعج هارون، فندب لقتاله الفضل بن يحيى، ومعه صناديد القواد، وولاة جرجان وطبرستان والري وغيرها. ولجأ الفضل إلى السياسة فكاتب يحيـى ولاطفه، كما اتصل بصاحب الديلم وبذل له الأموال، وأخيراً استجاب يحيى للصلـح على أن يكتب له الرشيد أماناً بخطه وأن يشهد على هذا الأمان "القضاة والفقهاء وجلة بني هاشم ومشايخهم" فأجابه الرشيد إلى ذلك، وعظمت منزلة الفضل عنـده. وقدم الفضل ومعه يحيى بن عبد الله بغداد فاستقبله الرشيد استقبالاً حسناً، إلا أن أمانه ووعده لم يكونا بأهم من أمان أسلافه وذلك أنه لم يحترم ذلك الأمان وأمر بحبس العلوي. وتمكن الرشيد من إعطاء نقضه العهد صفة الشرعية فأفتـاه بـعـض القضاة بأن هذا الأمان منتقض من وجوه كثيرة وظل يحيى في سجن الرشيـد حـتـى وافاه الأجل2.

السياسة الخارجيـة:


الصـراع ضد بيزنطة:


فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في الدولة فقد استمر الصراع ضد بيزنطة طـوال عهد الرشيد وزادت حدته بسبب اهتمام الرشيد اهتماماً خاصاً بالجهاد وذلك منذ أيام والده المهدي الذي كان يعهد إليه بقيادة الحملات في بلاد الروم.


  1. انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۸۳، ص ۸٥.
  2. نفس المصدر السابق، ص ۹۰.