صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧٦ -


موقف الخوارج:


كان الخوارج يلجأون كعادتهم إلى القيام بأعمال العنف والشدة من ذلـك ما تذكره النصوص من قيام ثورة خارجية بخراسان في سنة ١٦٠هـ تزعمها رجل يعـرف باسم يوسف بن إبراهيم ويلقب "بالبرم" وقد قيل أنه كان حرورياً، واستطـــــــــاع التغلب على بوشيخ ومرو الروذ والجوزجان، ولكن جيوش الخليفة استطاعت القضاء على الثوار والقبض على يوسف هذا الذي سيق إلى الرصافة حيث جرّس ثم قطعـت يداه ورجلاه وقتل هو وأصحابه وصلبوا على الجسر1.

وفي أواخر هذه السنة قامت ثورة خارجية أخرى بنواحي الموصل، ينفرد بذكر تفصيلات دقيقة عنها خليفة بن خياط في تاريخه، كما ينفرد بإيراد نص الرسائل المتبادلة بين الثائر الخارجي عبد السلام اليشكري والخليفة المهدي2. وقد سببت حركة اليشكري - الذي استولى على معظم ديار ربيعة - الكثير من المتاعب للدولة، وذلك قبل أن يقضى عليها ويقتل زعيمها.

الحركات المذهبيـة:


حركة المقنع:


أما عن الحركات المذهبية التي اشتهرت بها خراسان منذ مقتل أبـي مسـلـم فإنها أنتجت على أيام المهدي ثورة كبيرة قام بها رجل يعرفه الكتاب بلقب "المقنع" وهذا الرجل كان يؤمن بالتناسخ، واسم هذا الرجل هاشم، وهو من مـرو الــــروذ، واعتنق هاشم فكرة التناسخ والحلول فقال: "إن الله خلق آدم فتحول في صورته، ثم في صورة نوح وهلم جراً إلى أبي مسلم الخراساني ثم تحول إلى هاشـم.. وكـان هذا يعني أن روح الله قد تقمصته وعلى ذلك يقول بعض الكتّاب أنه ادعـــــــــــــى


  1. ابن الأثير، ج ٥، ص ٥٤.
  2. انظر، خليفة، تاريخ خليفة، ج ٢، ص ۷۰۰ – ٧٠٤.