صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٧
الفصــــــــــــل الأول

عظمة الدولة الأموية وبداية الأفـول

بلغت الدولة الأموية ذروة مجدها وعظمتها في نهاية القـرن الأول وبداية القرن الثاني للهجرة - وهو القرن الثامن الميلادي - ففي هذا القرن وضعت جميع النظم الإسلامية وبدأت كافة الاتجاهات الفكريـة حينما أخذت الافكار تتجاوز حدودها الاقليمية الى آفاق أوسع. وهـو عصر تفتح الروح الإسلامية وسط ثراء مادي غزير، وهي كذلك الفترة التي مهدت بعد سنة ١٣٢هـ / ٧٥٠م للدولة العباسية أن تكون مركزاً مهماً للحياة العقلية1.

وهناك خلفاء عظام مثل: الوليد وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز تسيّدوا أكبر دولة إسلامية. وفي الحقيقة أن الفضل في اتساع الدولة إنما يرجع إلى كبار العمال من رجال الحرب والإدارة الذيـن خدموا هولاء الخلفاء. وأغلب الظن أن السبب في عدم معرفتنا بأعمـال خلفاء الأمويين الشخصية، إنما يرجع إلى أن ماكتب عنهم إنما كتب فـي العصر العباسي. ولما كان العباسيون يكنون للأمويين حقداً كبيراً كان من الطبيعي أن يصوّر الكتاب خلفاء الأمويين تصويراً قاتماً، فهم يصفون الخليفة الوليد بأنه مستبد ظالم، وسليمــــــان شـــــره


  1. نفس المرجع السابق، ص ٢٦.