صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ۱۳۷ -


وتكون المجالس السياسية عرضة لثوران الآراء بوجه عام ، قال ( اميل أو ليثيه) « لا يدرك من لم يكن له كرسي في المجالس أمر تلك الحركات الفجائية التي تزحزح الأكثرية في أيام الأزمة عن طريقها فتجعلها تنبذ الرأي الذي استحسنته قبلاً لتقترع لرأي آخر يناقض الأول مناقضة تامة » لقـد بينت آنفا كيف استطاع بسمارك بحذفه بضع كلمات من برقية ( إمس ) أن يحدث في فرنسا انفجاراً فكريا أدى الى نشوب حرب السبعين كما أننى ذكرت أن فورانًا فجائيا في الرأي أوجب سقوط وزارة (كاليانسو ) ، والآن أقول ان ثوران الآراء قد لا يتعدى حد أحدى الزمر الاجتماعية ، ولكنه لا يكون حينئذ مؤثرا الا إذا كانت هذه الزمرة على شيء من القوة والسلطان ، فكل يعلم أن الفتنة الحديثة التي أوقدها أحـد أحزاب مقاطعة الشنبانيا اوجبت حرق كثير من معاصر الحجر الكبيرة التي آخذ الكرامون اصحابها على اشترائهم المنتجات من مناطق أخرى ، وماكان أمر تلك الفتنة إيت ليتم لو لم يشهر العصاة بقوة عددهم و بضعف الحكومة إزاءها . وأكثر الثورات الحديثة اشتملت على أثر انفجار في الرأي ، واذا لم نبحث عن ثورة 4 أيلول التي حدثت عند ما علم الناس خبر انكسارنا فاننا نرى أن حادثات كسقوط الملكية في البرتغال وفتن برلين وعصيان برشلونه والانقلاب التركي الخ لم تقع الا بغتة بفعل مؤثرات خفيفة ، وفى وقوع الثورات الشعبية فجأة ما يوجب العجب و يستوقف النظر ،اذ يرى أن أكثر الجموع تشترك فيها بتأثير العدوى النفسية من غير أن تعلم السبب الذي من أجله نشبت ، ولا بين تاريخ أغلب الثورات من شبه فانتا نعد هذا التاريخ يتجلى في عبارات الموسيو ( جورج كمين ) الموجزة التي لخص فيها ثورة سنة 1830 واليكها : « لقد وقع الانفجار الذي هيج با ج باريس . فجأة ، فلم تمض بضع . ساعات حتى سدت الأزقة بالمتاريس وتنظمت كتائب مساحة وضربت الطبول اشارة لجمع الحرس الوطني وتجمهر العمال والطلبة في الأسواق وتسلم طلاب مدرسة (البوليتكنيك) قيادة العصاة وأصبح كل باريسي شاكيا سلاحا ، ونادي الجميع : فليسقط شارل